قرر الاتحاد السعودي لكرة القدم إلغاء فكرة إنشاء رابطة المدربين الوطنيين فثارت ثائرتهم، وانبرى كثير منهم إلى وسائل الإعلام المختلفة واصفين القرار بالأسوأ وبأنه أتى على أمانيهم في الحصول على دعم حقيقي. المدرب الوطني ليس بذلك السوء الذي يحاول بعضهم تصويره به، كما أنه ليس بتلك الجودة والمواصفات التي تجعل الأندية تفتح ذراعيها له. مُذ عرفنا المدرب الوطني وهو أبو الفزعات، ولا يكاد يخلو تجمع أو منافسة إلا واستفزع به الاتحاد السعودي؛ فعميد المدربين الوطنيين خليل الزياني وناصر الجوهر ومحمد الخراشي وخالد القروني وغيرهم أسماء من الأسماء التدريبية الوطنية شواهد حضرت في ظروف صعبة ورغم ذلك قدمت نفسها بشكل إيجابي. لا يملك المدربون الوطنيون سوى لجنة شؤون المدربين الوطنيين بقيادة الكابتن محمد الخراشي وعملها في مجمله اجتهادات. افتقد المدرب الوطني إلى الدعم بكثافة أشكاله من تطوير ورعاية بعد أن تنصل الاتحاد السعودي من وعده الانتخابي ليصبح مشروع رابطة المدربين الوطنيين في مهب الريح. تُقدِّم مثل هذه الروابط للمدربين الوطنيين دعماً كبيراً وتوليها كثير من الاتحادات الرياضية اهتماماً خاصاً وتفتح المجال أمام الأعضاء ليتفرغوا وليعملوا في الفئات السنية للأندية، كما تستنير بخبراتهم وتسمح لهم بالمشاركة في دورات لتطوير مستوياتهم. لا يجد المدرب الوطني بعض ما يجده المدربون العرب في بلدانهم من حماية وتطوير ورعاية وتحفيز وتكريم. قدم المدرب الوطني إلى الاتحاد السعودي مقترحات متنوعة وفي مناسبات مُتعددة، لكن كل ذلك لم يجد آذاناً صاغية، فيما وقع القرار الأخير كالصاعقة ليؤكد على أن المدرب الوطني في مؤخرة اهتمام الاتحاد السعودي بسبب انشغاله بالمنافحة عن أخطاء اللجان وبعض أعضاء الاتحاد. غير مؤمن بأن تُحدث الرابطة ما يُعقد عليها من آمال، لكني أجزم بأن حالة من التحسن ستطرأ على نفسيات المنضوين تحت لوائها وسيتبع ذلك فرص أكثر وضوحاً ولربما تصلح ما أفسده الدهر.