أياد مخربة وعابثة تنتهك المرافق العامة والحدائق وتعيث فيها خرابا لتصبح تلك المواقع الخضراء صحراء مخيفة ومزعجة. الإزعاج هنا من سوء الحال والانزعاج من تصرفات تلك الأيدي التي لا تجد جمالا في أي مكان إلا أفسدته بالجهل وعدم الدراية وبسوء نية أحيانا. ولا تسلم من عبث هؤلاء المشاريع البلدية مثل الأرصفة وأعمدة الإضاءة والمسطحات الخضراء ما يعني عدم مسؤولية هذه القلة وضرورات الضرب بشدة على أياديهم وسط مقترحات بزرع كاميرات مراقبة في تلك المرافق لضبط المتجاوزين. أحواض الزهور يقول سامر خير الله إن تشويه وإتلاف المرافق العامة مشكلة تؤرق كل الأوساط، فهذه جرائم تعد على الممتلكات العامة وتثير قلق الجميع لأنه يمثل إهدارا للمال العام. وكل هذه الظواهر مرفوضة من المجتمع ولعل أسوأ هذه المظاهرة كتابات المراهقين والمتسكعين على جدران المدارس والبنايات وإتلاف أجهزة الصرف الإلكتروني والهواتف العامة وأحواض الزهور على الأرصفة ويجب التصدي بحزم ضد هؤلاء وإيقاع أقصى العقوبات بحقهم ردعا لهم ولأمثالهم. إتلاف عمدي رامي الحربي يتجاوز أمر الحدائق إلى الإتلاف العمدي للشـــــوارع والأرصفة الذي يتورط فيه الشباب من عشـــــاق الهـــــوايــــــة القـــــاتلة «التفحيط» واستغرب صمت الناس على هكذا مخالفـــــة تهدد الأرواح وتدمر المرافق العامة، مشيرا إلى أنه مع الرأي المطالب بتوقيع أقصى العقــــوبـــــات على مثل هذه الفئـــــات التي تتسبب في هـــــدر الأموال العامـــــــــة خصوصا أن الجهــــــات المختصـــــة تنفق الملايين في صيانة تلك الطرق وترميمها. ريما المالكي تتساءل: إلى متى يستمر العبث بالممتلكات الخاصة والعامة وتخريب المواقع السياحية. فقد عانينا الكثير من العبث بسبب قلة عابثة تتعمد على تشويه كل جميل في جدة. ضعف ثقافي تعلق على ذلك الأخصائية النفسية والاجتماعية سميرة باقديد وتخلص إلى أن ظاهرة إتلاف الممتلكات العامة والخاصة من الظواهر التي انتشرت في أوساط الشباب وتعود أسبابها إلى عدة عوامل أبرزها ما يتعلق بالتنشئة الاجتماعية والنفسية والانفعالية التي قد تدفعه إلى مثل هذه الأساليب للتعبير عن ذاته وآرائه وخواطره ويمكن أن نجمل الأسباب التي قد تساعد في بروز مثل هذه الظواهر في الجو الأسري المشحون وضعف التثقيف بالمتغيرات الحضارية وأساليب التعامل معها والتدرج في تقديمها، بالاضافة إلى قلة تفعيل ما تضمنته المناهج الدراسية وخاصة التربية الوطنية في تنمية الشعور الوطني والمحافظة على المقدرات الوطنية. كاميرات مراقبة في المقابل، يوضح المتحدث الرسمي لأمانة جدة ومدير إدارة العلاقات محمد البقمي أن الأمانة ستحاسب قانونيا ونظاميا كل من يعبث بالممتلكات العامة والمتنزهات والحدائق، وسيتم ذلك عن طريق الرقابة وتلقي البلاغات. مشيرا إلى أن الغرامات تتراوح بين 200 إلى 1000 ريال بالإضافة إلى الزام المتسبب بإصلاح التلفيات. وأضاف المتحدث أن الأمانة لا تنوي حاليا استخدام كاميرات المراقبة لكشف العابثين، ولكن ربما تتم دراسة هذا الأمر مستقبلا.