مع انتشار استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والتي - كما نقول باستمرار - اخترعها الغرب، فاستخدمتها بعض الشعوب لتكريس ثقافة التخلف، ظهرت مصائب لا تصدق، وللأسف أن معظمها ممن هم محسوبين على العلم الشرعي، ولو أن مثل هذه البواقع بقيت في نطاقها المحلي لهان الأمر. هذا، ولكن المشكلة أنها تتجاوز الحدود، وتطير بها الركبان في كل ركن من أركان المعمورة، والغريب أن هناك من يتحدث دوما عن سعي الغرب الحثيث لتشويه صورة الإسلام والمسلمين، والحقيقة التي يجب أن نعترف بها هي أن بعض الجهلة يوفرون للإعلام - الغربي والشرقي - ما يبحث عنه كل صحفي، حيث الإثارة والمتعة، فما الجديد في هذا السياق؟!. آخر باقعة بهذا الخصوص هي ما صرح به أحدهم فيما يتعلق بالحجاب، وحديثه عما اسماه الطفلة المشتهاة، وهو مصطلح يثير الاشمئزاز، إذ لا يمكن لأي إنسان سوي أن ينظر إلى طفلة صغيرة خارج إطار الطبيعة الفطرية، إلا إذا كان يعاني من مرض اشتهاء الأطفال، وهو بالمناسبة مرض شائع وشهير، اضطر الغرب لسن قوانين صارمة لمكافحته، وأذكر بهذا الخصوص أن سجينا في ولاية تكساس الأمريكية أنهى محكوميته بعد أن أدين باغتصاب طفلة لا تتجاوز ستة أعوام، وعندها - وربما بسبب صحوة الضمير - طلب من السلطات أن لا تخرجه من السجن، لأنه لا يضمن أن يكرر فعلته ثانية، فهو لا يستطيع مقاومة رغبته، بل إنه طلب من السلطات أن تستأصل ذكورته، حتى لا يؤذي أحدا في المستقبل، وكانت هذه من القضايا التي لفتت الأنظار بشكل جاد إلى هذا المرض الخطير. بعد التصريح الآنف الذكر عن اشتهاء الأطفال، طارت بعض وسائل الإعلام العالمية به، وبتفصيلاته، وتندرت عليه، وكتبت كثيرا من التقارير عنه، وانتشر أكثر من رسم كاريكاتوري يسخر من الأمر، وكان الضحية كالعادة هو الدين الإسلامي، والمسلمين، والغريب أن مثل هذه التصريحات الشاذة، وبعض الفتاوى الغريبة لا تصدر من أهل العلم الحقيقيين، والذين يتسمون بالرزانة، بل من أنصاف المتعلمين، والذين يسابقون الزمن، ويسعون بكل وسيلة ممكنة لطلب الشهرة، مع ما يتطلبه ذلك من بلوغ أقصى درجات الإثارة، ولا يعنيهم إن كان ما يقولون شنيعا، أو مسيئا للدين وأهله، فالغاية لديهم تبرر الوسيلة، والغريب أننا لم نسمع يوما أن العلماء المعتبرين حاولوا التدخل لتوضيح مثل هذه الشبهات، ولذا فإننا نناشدهم لفعل ذلك، لأننا على يقين بأنهم لا يرضون بأن تتواصل الإساءات إلى الدين من قبل أهله، فهل يفعلون؟!. *نقلا عن صحيفة الجزييرة السعودية. ** جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.