ضج المسجد بالتكبير والتهليل عندما وقف أحد الإخوة الفضلاء ليعلن إسلام واحدا من العمالة الشرق أسيوية ، ويقوم الجميع بلا استثناء بالتهنئة والتبريك ما بين مصافح ومعانق .. خاصة وأن المسلم الجديد اعتنق الإسلام من تلقاء نفسه – وفق ما ذكره من قام بالترجمة- لإعجابه الشديد بالإسلام والمسلمين ! ولما كان المشهد الدراماتيكي قبل صلاة العصر فقد طلب أحدهم أن يعلمه الوضوء ليؤدي معهم الفريضة مباشرة ، ليخبرهم بأنه اغتسل قبل دخول المسجد ليزيد الثناء عليه والحمد والشكر لله تعالى على هذا الفضل العظيم الذي يؤتيه من يشاء . وقد تأثر أكثرهم بدخول مسلم جديد وفاضت مشاعرهم وانساحت دموعهم في هذا الموقف المؤثر. وبعد انتهاء الصلاة أقبلوا عليه بنفوس مستبشرة وهم يسمعون كلمات الحمد لله بلسانه الذي لم يستقم بعد ، ويغدقونه بما في محافظهم من مبالغ طيبة تعبيرا عن فرحتهم وتقوية له في إسلامه وصدقة منهم يبتغون بها الأجر والثواب من الله عز وجل . وعندما حزمها في حقيبته اقترح أحد النبلاء أن يقوم بعضهم بحمله إلى توعية الجاليات لتتابع مهمة تسجيل إسلامه وإكمال ما يلزم في المحكمة الشرعية حسب المتبع . ولما أخبروه بذلك فضل التأجيل إلى اليوم التالي ولأنهم يدركون أن خير البر عاجله فقد أصروا على خدمته وأن يواصلوا برنامج الخير وأن يرافقه إثنان منهم ليبعدا عنه عامل الخوف الذي اعتراه ! وفي الطريق قبل الوصول أخبرهما بأنه جائع جداً وبحاجة إلى الأكل ، فأوقفا السيارة وهما يتفانيان في خدمته ، وسعيا لراحته لم يسمحا له بالنزول من السيارة وقام أحدهما بشراء وجبة سريعة لتسد بعض جوعه حتى يصلوا سريعا . وبعد أن أكل وشرب مضوا قليلا وبالقرب من المكان أخذ يتلوى ويشكو من مغص شديد في البطن ولحرصهم على هذا المسلم الجديد أوقفا المركبة أمام إحدى الصيدليات حيث انطلق أحدهما ليشتري علاجا لتخفيف الألم فيما ذهب الآخر ليحضر زجاجة الماء من أقرب بقالة . وعندما عادا لم يجداه بداخل السيارة وبسؤال المارة أخبروهما بأنهم شاهدوا شخصا ترجل من السيارة وفر هاربا ليعرفوا بأنهم كانوا مخدوعين من هذا المتأسلم الكاذب !! وبسماع الحكاية أوضح أكثر من شخص أن هناك من يقوم بمثل هذا الدور التمثيلي في بعض المساجد لابتزاز المسلمين الصادقين من المواطنين والمقيمين الذين تحركهم العاطفة فيسهل تمرير كثير من الأمور عليهم بتوظيف الجانب الديني بشكل احتيالي لجمع مبالغ كبيرة في ساعة واحدة مما يستوجب التنبه له والتأكد من مثل هؤلاء المتأسلمين.