×
محافظة المنطقة الشرقية

أمانة الأحساء تصادر 47 طن خضار فاسد

صورة الخبر

بعد تحسن الأحوال المادية بالنسبة للكثير من الأسر في مدن ومحافظات وقرى وأرياف بلادنا، ظهرت آثار النعمة على وجوههم ووجوه أطفالهم صحة ووسامة ونقاء بشرة، بعد أن كانوا في الأحياء الشعبية «أيام الفقر» يعيشون في ضنك من العيش في بيوت مبنية من الحجارة أو الطوب الأحمر فلا تشطيب ولا تكييف ولا وسائل كافية للنظافة باستثناء التايد «وأبو عجلة» ولا سيارات خاصة ولا ملاعب ولا أسواق مكيفة ولا مطاعم فاخرة، حيث كان الطفل يلعب في الحارة وتأكل الشمس جلده فيصبح قمحي اللون حتى لو كان لونه الأساسي أبيض حتى أصبحت العلامة الفارقة التي تسجل في «التابعية» عن لون صاحبها أنه قمحي اللون أسود العينين ناتئ الجبهة والحلقوم من قلة التغذية، فأعقب ذلك كله بالنسبة للعديد من الأسر تنوع في الطعام والشراب وفاكهة كثيرة وكسل ودعة وبعد عن الشمس والحرارة فصفت الألوان وارتخت الأجفان وازدانت الملامح وأصبح الجيل الجديد أحلى من آبائه وأجداده وأمهاته وجداته وهذا الأمر ينطبق على الجنسين من بنات وأولاد، وكان المكيون يقولون لمن يكون قد أنعم الله عليه بالرخاء والثروة ووجدوا أن أحواله الصحية ولو الظاهرية قد تحسنت فأصبح له «جُغود» وليونة في الكف.. يقولون له أو لها «أكل وراحة يعقب ملاحة» على أساس أنهم ربطوا الجمال بامتلاء الجسم وتورد الخدين نظرا لأن الغالبية الساحقة لم تكن تنعم بتلك الصفات بل يعتريها الهزال والصفرة من كثرة أكل «فتة الهوى» وهي لمن لا يعرفها خبز جاف يطبخ مع قليل من السمن النباتي والماء والبصل، ثم يؤكل مع البصل أيضا وهذه الوجبة كثيرا ما يتم اللجوء إليها في حالة عدم وجود فلوس لشراء الخضروات واللحوم والفواكه التي كانت مرتبطة بمواسمها فقط فلا موز ولا تفاح ولا برتقال على مدار أيام العام ناهيك عن هذا التنوع في الفاكهة حتى تصل إلى عشرات الأنواع الطيبة اللذيذة «حمراء أو صفراء إن مذاقها كالغيد كل مليحة بمذاق». ولكن مما يؤسف له أن تحسن النسل في الشكل لم يصاحبه رقي في الأخلاق عند بعض الناس، بل صاحبه غرور وبطر وتبذير واستعلاء على الضعفاء وعلى بعضهم بعضا وأصبح المجتمع يشكو من شبان أو شابات لا يحترمون ولا يوقرون كبارهم سواء كان أولئك الكبار من أفراد الأسرة أم من سكان الحي أم من المعلمين والمعلمات أم من غيرهم، ويظهر ذلك السلوك الشائن أكثر ما يظهر عند قيادتهم للسيارات في الشوارع وعند ارتيادهم للأماكن العامة من أسواق مركزية وملاعب وشواطئ ومنتزهات وعند التعامل مع الآخرين لا سيما إن كانوا من الوافدين أو من تحت أيديهم من خدم وتابعين وأصبح ينطبق على بعضهم المثل القائل «يا أرض انهدي ما عليك قدي» فقد أدرك العديد منهم الخيلاء وبطر النعمة ووقر في نفوسهم أنهم أرفع الناس شأنا وأزكاهم أصلا ولم يكتفوا بذلك بل أخذوا يحقرون بعضهم بعضا ويتنابزون بالألقاب فبلغوا من الشر مبلغه وأصبحوا كأنهم خشب مسندة وأخذ من بقي من الأحياء محافظا على قيم الحارة والبلدة والرجولة يتحسر على ما يراه من سفه وبطر وسوء فعل لم يصاحب تحسن الشكل بل غرور وقلة عقل!.