×
محافظة المنطقة الشرقية

انتخاب لجنة سداسية جديدة للأعراس الجماعية بالأحساء

صورة الخبر

مر الفن في الدول العربية بانحسار شديد فبعد العمالقة (أو العصر الذهبي) لم يتواجد من يكمل مسيرتهم سواء في الموسيقى أو الطرب أو الكلمات، ولأن الفن أداة حقيقية لتهذيب النفوس (وخاصة المتوحشة) فقد تيبست مشاعرنا إلى الحد الذي يمكن الفرد من مشاهدة جز رأس بشرية وهو يتناول وجبة الغداء! هذه هي النفوس المتوحشة التي ظهرت علينا من كل حدب وصوب.. وظهرت لأن صدورهم ملئت بالخرائب ولا يسكن الخرابة إلا أردى الطيور.. وما يحدث الآن من أوضاع عربية متردية سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو ثقافية هي إفراز حقيقي لنضوب الوجدان العربي، ولمن يعد أن هذا القول تطرفا فيمكنه مراجعة تراث الأمم، فكلما كانت الفنون ذات مكانة مرموقة كانت أمتها تعيش في تصالح مع النفس حتى وإن كانت مواردها رقيقة الحال إلا أن طموح أفرادها يتخلق من خلال الفنون. لنترك هذه المقدمة ليتشاجر حولها أولئك الذين حرموا الفنون واستحضروا لنا مباراة جز الرؤوس يوميا! وهذه المقدمة أيضا لا تليق أن تكون فاتحة لتهنئة الفنان هاني شاكر بمنصب نقيب الموسيقيين، وهو المنصب الذي اعتلته أم كلثوم في أول دوراته وظلت فيه لدورات عديدة ثم تلاها الموسيقار محمد عبدالوهاب ثم توالت الأسماء على هذا المنصب إلى أن وصل الأضعف فنيا ورؤية، وأن يتم اختيار هاني شاكر لهذا المنصب فالآمال معلقة عليه لأن يريحنا من الغثاء المنهمر على مسامعنا، وبالبلدي الفصيح (نظف آذاننا يا هاني).. وليس خافيا أن تراجع الدور الثقافي المصري أسهم في انحدار الفنون. وأن يأتي فنان من عصر العمالقة لا شك بأنه يعي تماما مقدار الانحدار الذي وصلت إليه الأغنية وبالتالي انحدار في الذوق العام لأن الفنون هي المشكلة للوجدان ولأن الفنون هبطت من الدور العاشر هبط معها الذوق العام. وليس تجملا عندما أقول إن تراجع مصر ثقافيا خلق فجوة كبيرة في الذوق العام، فمصر ظلت لسنوات طويلة تعد نفسها مصدر تغذية ثقافية رئيسة للعالم العربي إلا أن تراجعها الثقافي مكن كل جهة بأن تبث ما تشاء من غث أو (غث) فقد تجرأ ضعاف المواهب من عرض بضاعتهم والتسويق لها من خلال مغنيات يغنين في غرف النوم أو بملابس البحر.! ولكي نتذكر ما الذي أحدثته الثورات المصرية السابقة من خلق لعمالقة الغناء وخلق لموسيقيين وخلق لكتاب الكلمة وخلق الظروف الثقافية مجتمعة يتكشف لنا حال الغناء عندما وقف مساندا ثورة الشعب ضد الإخوان وللأسف الشديد كان الغناء متأخرا تماما عن روح المصريين حتى أن الناس عندما استشعروا بأن الغناء الراهن لا يلبي فرحتهم الداخلية استعاروا سماع أغاني العمالقة وهتفوا بها. الآن والفنان هاني شاكر يصعد إلى منصب نقيب الموسيقيين نقول له صدقا: (نظف آذاننا يا هاني).