×
محافظة المنطقة الشرقية

آل غالب: مليارا دولار حجم قطاع الأوقاف بالمملكة

صورة الخبر

كتب - نشأت أمين: تواصلت فعاليات مهرجان بشائر الرحمة الرمضاني الذي تنظمه مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله للخدمات الإنسانية "راف" بالتعاون مع سبايرزون، والتي تستضيفها قاعة الشعلة عقب صلاة التراويح يومياً. جاءت محاضرة الليلة الرابعة من المهرجان تحت عنوان "الإرادة في صلة الرحم" وألقاها الشيخان الدكتور محمد راشد المري، والدكتور سعيد بن مسفر القحطاني، اللذان أكدا ضرورة أن يلتزم الإنسان بصلة الرحم وأن يمتلك القدرة على المبادرة بالحفاظ على هذه الصلة، محذرين من أن قطع صلة الرحم من كبائر الذنوب مما يستوجب عقاب الله جل وعلا. استهل فضيلة الدكتور محمد راشد المري المحاضرة بالقول: ليس من المفروض علينا أن نصوم في شهر رمضان عن المباحات، وأن نفطر على المحرمات لافتا إلى أن المصبية الكبرى والعجب العجاب أن يكون الإنسان قاطعا لصلة الرحم في رمضان، موضحا أن هذه المصيبة وهي قطع صلة الرحم لم تكن موجودة في عهد الآباء وقال "إننا الآن نجد الرجل لا يعرف أقاربه وربما يتعذر البعض بالانشغال بأعمال الدنيا التي لا تبرر قطع صلة الرحم". وأكد ضرورة أن يكون لدى الإنسان إرادة وعزيمة في أن يجعل من رمضان شهرا للتسامح ونقاء القلب، واصفا قطعية الرحم بأنها كبيرة من كبائر الذنوب مستدلا في هذا السياق بالحديث الشريف الذي يقول: إن الله لما فرغ من خلق الخلق تمسكت الرحم بعرش الرحمن، وقالت هذا مقام العائز بك من القطيعة فقال المولي عز وجل ألا ترضين أن أصل من وصلك وأن أقطع من قطعك فقالت بلا رضيت. وأوضح أن النبي صلي الله عليه وسلم قال "اقرأوا إن شئتم.. فهل عسيتم أن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم..أولئك الذين أصمهم الله وأعمى أبصارهم": قطع صلة الرحم وعاد المري ليؤكد أن قطع صلة الرحم مصيبة عظمي متسائلا..أي فساد أكبر من قطيعة الرحم داعيا إلى ضرورة أن نفكر في هذا الأمر حتى لو كان القريب هو المخطئ وأن نتحلى بالإرادة وكسر هذا الحاجز النفسي متسائلاً كيف يرى الإنسان نفسه في سعادة وهو هاجر قرابته ولماذا الإصرار على هذا الذنب العظيم بينما أن الدنيا بكاملها لا تساوي شيئاً ولو فكر الإنسان مع نفسه لوجد أن الخلاف وسبب القطيعة لا يحتمل. وحذر من أن الرحمة تنزع من قوم بينهم قاطع للرحم حسبما ورد في الأثر ..وبما جاء على لسان النبي محمد صلى الله عليه وسلم حين قال...لا يدخل الجنة قاطع رحم.. وكان يوصي الصحابة بهذه الصلة. وحكى الشيخ المري واحدة من أشهر قصص السيرة النبوية عن صلة الرحم حيث روى أن أبو بكر الصديق رضي الله عنه كان يعول قريبا يدعى مصبح نظرا لفقره، ويوم وقعت حادثة الإفك وتكلم المنافقون في عرض أم المؤمنين عائشة وكان مصبح من بينهم، وشهدت عليه أمه حين كانت مع أم المؤمنين عائشة.. فغضب أبو بكر من مصبح غضبا شديدا وقرر قطع النفقة عنه، حين برأ الله تعالى أم المؤمنين في سورة النور..ولكن الله تعالى رد بقوله تعالى في نفس السورة.. ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربي والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا.. ألا تحبون أن يغفر الله لكم ..والله غفور رحيم ...فبكي أبو بكر وقال كلا.. والله أريد أن يغفر الله لي، ورد النفقة لمصبح مقسما بالله على عدم نزعها منه أبدا.. واختتم المحاضر كلمته مشددا على ضرورة الصفح وصلة الرحم وكسر الحاجز بالمبادرة بالعفو لأن الله غفور رحيم.