×
محافظة المدينة المنورة

فيصل بن سلمان على مأدبة خالد غوث

صورة الخبر

التاريخ الشخصي لنصف الجنس البشري «الأنثى» يدفعك للتعاطف مع ما حدث لها منذ أن اختلقت أسطورة «زيوس وبريمثوس» وصناعة حداد المرأة «باندورا» التي جلبت معها الشرور والأمراض والشقاء لمعاقبة الرجال، والذي استغلها الحاخامات لابتكار فكرة أن المرأة إن أنجبت طفلا تطهر بعد 32 يوما، فيما لو أنجبت طفلة فلن تطهر إلا بعد 64 يوما لنجاسة ما أنجبته، قبل أن يأتي القساوسة ويحرفوا أسطورة «باندورا»، ناهيك عن باقي الأساطير والقصص الأقل شهرة في كل المجتمعات وعبر التاريخ. ولكن هذا التعاطف لا يعني أن تختلق المرأة قضايا لا عقلانية تضر بها وبحقوقها، كما فعلت إحدى الصحفيات وصديقاتها أو من استضافتهن في تحقيقها حول قضية تبدو لا عقلانية. فهي ــــ أي القضية ــــ لم تتحدث عن إتاحة الفرصة للمرأة لتنافس على الوظائف بعدالة ونزاهة أمام الرجل، وأن يحتكم للقدرة الإبداعية وليس لنوع الجنس، بل طرحت قضية «فنتازية». مفادها أنه وطالما فتح المجال لعمل المرأة على المعنيين أن يفرضوا على المؤسسات والشركات إنشاء أماكن خاصة بحضانة الأطفال ورعايتهم، ليحظى الطفل بإشراف مباشر من قبل الأم أثناء العمل، وحتى الأم سيتحقق لها الراحة النفسية، ويتحسن أداؤها، وسيقضي على كثرة غيابها أو تأخيرها عن العمل، وأن فكرة بقاء الطفل مع الخادمة أصبحت مقلقة للموظفة بعد جرائم الخادمات، وتجعلها لا تجود عملها. مثل هذا الطرح يضر المرأة، ويعيق قضيتها في التكافؤ بفرص العمل القائم على القدرة وليس الجنس، لأن المؤسسات والشركات ستفضل تعيين الرجل الأقل كلفة بالنسبة لها وإن كان أقل كفاءة، إن وضع هذا الشرط. كذلك ستشغلها مثل هذه القضايا عن قضايا ملحة، كقضية المحاميات اللاتي يفرض عليهن بعض قضاة المحاكم عدم مزاولة مهنتهن والترافع في قضية ما لم يحضرن محارمهن أو معرفين لهن. قلت: على المرأة أن تنشغل بقضاياها الملحة بدل هذا الترف الذي يمكن المطالبة فيه بعد تحقيق الأهم، فالمطالبة بفتح مكان لحضانة الأطفال في كل مكان تعمل فيه ولو امرأة واحدة، سيجعل المحافظين يقولون: «لا وتبينا نفتح لها دار حضانة بالمحاكم، ما قلنا لكم الحرمة ما تنعطي وجه».