×
محافظة المنطقة الشرقية

أبناء المرابطين على الحد الجنوبي يقدّمون عروضاً عسكرية في احتفالية الخبر باليوم الوطني

صورة الخبر

ماذا نفعل لكي نوقف هذا الغزو الفكري الهمجي الذي يستهدف أجيالنا الصاعدة؟ مقالة اليوم تستعرض الأساليب الحديثة التي يستخدمها الدواعش في الوسوسة وغسل أدمغة أبنائنا وبناتنا لتجنيدهم في عملياتهم الإجرامية الإرهابية.. سيتم تسليط الضوء على تكتيكات حديثة نسبياً مقارنة بالطرق التقليدية ومنها: أولا) مقاطع اليوتيوب الملغمة: من أكثر الألعاب التي يقبل عليها الأطفال مؤخراً لعبة تسمى (ماين كرافت Minecraft). وتتيح هذه اللعبة للطفل تصميم العالم ثلاثي الأبعاد الذي يعشقه بالطريقة الذي يريدها بشكل ينمي الحس الهندسي والفني لدى الطفل كما تتيح خاصية اللعب الجماعي.. وتنشر في موقع اليوتيوب مقاطع فيديو لمحترفين يشرحون كيفية وضع تصاميم جديدة وقد تصل هذه المقاطع لثلاثين دقيقة وأحياناً ساعة... الخطير هنا أن التنظيم الإرهابي داعش بدأ يأخذ مقاطع الفيديو هذه ويعيد منتجتها بحيث يضع مقاطع تحتوي رسائلهم ودعاية لفكرهم وسط مقاطع الفيديو الخاصة بماين كرافت.. وليست هذه اللعبة فحسب بل هنالك مقاطع فيديو يقبل عليها الأطفال والناشئة مثل (إيفان تيوب) يتم إعادة منتجتها بنفس الطريقة. ثانيا) موقع خلافة بوك: رغم أن الدواعش يمتلكون حوالي تسعين ألف صفحة على موقعي فيس بوك وتويتر باللغة العربية وأربعين ألفاً باللغات الأجنبية وفق دراسة صادرة عن مؤسسة (وطني الإمارات) لهذا العام 2015م.. فمع تزايد الضغوط الأمنية والرقابة سعى التنظيم لإنشاء موقع شبيه بالفيس بوك يسمى خلافة بوك في مارس لهذا العام بحيث يكون بعيداً عن الرقابة والأعين. وتم استخدام اللغات الهولندية والإنجليزية والإسبانية والبرتغالية والتركية والإندونيسية ناهيك عن الجاوية. ولكن تم إغلاق الموقع بعد يوم واحد.. ولكن من يدري قد يكون لدى التنظيم مواقع أخرى لم تكتشَف بعد! ثالثاً) المحادثة في ألعاب الفيديو: يبلغ عدد مستخدمي ألعاب الفيديو حوالي مليار ومئتي مليون شخص في العالم. ويركز الإرهابيون على ألعاب القتال والحرب التي يستطيعون فيها الدردشة وتبادل الأحاديث مع اللاعبين الآخرين في الإنترنت.. لذا إن رأيتم أطفالكم يتحدثون مع غرباء على شبكة الألعاب فعليكم بالحذر فقد يكون على الطرف الآخر دواعش! وأصدر التنظيم الإرهابي ألعاب فيديو خاصة بهم تدعى (صليل الصوارم) تصور مقاتليهم كالأبطال وهم ينفذون أعمال البطش والقتل.. والحديث هنا ليس عن هذه اللعبة فقط بل بقية الألعاب التي تتيح الحديث والحوار بما فيها كرة القدم.. والسؤال الذي يطرح نفسه: "من أين لهؤلاء الدواعش بكل هذه القدرات الفنية والتقنية؟ ومن هي الدول أو المنظمات التي تدعمهم وتقف خلفهم؟". أسئلة تحتاج لدراسات مفصلة قد لا تسعها هذه الأسطر.. ومع ذلك فلنكن صريحين،، فحينما لا تستطيع اثنا عشر عاماً من التعليم العام ومئات الخطب أيام الجمعة وساعات طوال من البث التلفازي والإذاعي والمقالات أن تقف صامدة في عقول أجيالنا الناشئة أمام الغزو الداعشي الفكري فهنالك مشكلة!! وإن كان الدواعش قد تمكنوا من تطويع هذه التقنيات فيما يخدم أهدافهم القذرة فلماذا فشلنا نحن في تطويعها لتربية أبنائنا ونشر رسالتنا وإيصالها للعالم؟ ومنذ فترة سألت أحد التربويين الأفاضل: كيف نستطيع أن نحمي أبناءنا ونربيهم في هذا الزمن الصعب.. زمن الإنترنت والفضائيات والهواتف الذكية؟ فأجابني ليس لك إلا طريقتان: "الدعاء لهم بالصلاح وكن بجانبهم وامض معهم أطول وقت ممكن".. نعم.. لا تتركوا أبناءكم وحدهم لتُرَبيهم ألعاب الفيديو والمحطات الفضائية والآيبادات!! لا تتركوهم وحدهم ليقعوا فريسة لشياطين العصر، فالحرب على داعش تبدأ من تربية أطفالنا وشبابنا وحمايتهم فكرياً.. وأحسب أن تربية الأبناء في هذا الزمان قد غدت من أعظم أشكال الجهاد في سبيل الله.