مكارم صبحي بترجي جملة لها مقدار كبير وأثر نفسي عظيم حين تتردد في آذاننا كلمات تقول السعودية تقود العالم، فعلا وقعها ذو حجم وقيمة ليس له حدود في نفس كل من أحب هذا الوطن.. وهذا الأمر ليس بالأمر اليسير في تحقيقه فهو يتطلب منا جهدا عظيما لنرتقي بهذا المنحى أيا كان المجال الذي سنخترق من خلاله سقف العالمية، وتلك الأطر تأتي من خلال التفرد بتجربة ناجحة تعود بالنفع على البشرية أو أي شيء يتعلق بخدمة مجتمعاتنا. فعندما نعرف أن المملكة العربية السعودية مؤهلة لقيادة العالم من حيث إنتاج الطاقة الشمسية والمتجددة، فهذا أمر عظيم يجب التوقف عنده وإعطاؤه حقه من الاهتمام .. والأمر لا يقف عند هذا الحد بل سيتم ذلك في ظل توقعات لتصدير تلك الطاقة الشمسية والمتجددة لقائمة الدولة المنتجة لها اتباعا لتحقيق سياسة تنويـع الاقتصاد. النفع عظيم يا سادة، فإن ذلك سيؤدي إلى تخفيف تكاليف صناعة تحلية المياه في ظل الطلب المتزايد على المياه المحلاة في المنطقة، حيث تستهلك السعودية ما يقدر بـ 3.3 مليون متر مكعب من المياه المحلاة يوميا من محطات تحلية يستلزم تشغيلها 1.5 مليون برميل من النفط يوميا.. إجمالا فإن ذلك أمر مكلف للغاية فقط على تحلية المياه فكان لزاما على المخلصين المحبين للوطن أن يجدوا البدائل التي من خلالها يمكن أن ننجز هذا الأمر بشكل مختلف ومتطور لايستلزم تلك التكلفات الباهظة .. فالطاقة والمياه أكثر التحديات التي ستواجه العالم خلال العقود الخمسة المقبلة ومن التحديات الأكثر إلحاحا في منطقة الشرق الأوسط. فلقد أنعم الله على بلادنا بمستويات كبيرة من الإشعاع الشمسي كمورد طبيعي غير محدود ومتجدد ونظيف بطبيعته وهو ذو أسعار معقولة التكلفة للوصول لمياه عذبة نقية.. وسيعالج المشكلات المتعلقة بارتفاع أسعار الطاقة النفطية في بعض الصناعات كإنتاج الكهـرباء وتحلية الماء التي تكلف السعودية مليارات الدولارات.. ومن المتوقع أن تستحدث مبادرات الطاقة المتجددة في السعودية سوقا جديدة جاذبة للشراكات الدولية في مجال الطاقة الشمسية. أيضا يمكننا تحلية مياه البحر عن طريق طاقة الرياح لتشغيل العمليات الصناعية اللازمة لتحلية المياه والمفترض أن عملية إنتاج المياه تكون بطاقة نظيفة بنسبة 100 % بطريقة مختلفة إلى حد كبير عن محطات تنقية المياه التقليدية التي تستهلك الكثير من الطاقة غير النظيفة مما يجعلها مكلفة جدا وملوثة للبيئة لدرجة أن تكون تكلفة إنتاج لتر من المياه العذبة أكثر من تلك اللازمة لإنتاج لتر من البترول في بعض الدول. ولا ننسى أن المياه هي مصدر الحياة على الأرض فلقد قال تعالى «وجعلنا من الماء كل شيء حي» وقد حفظ الله مياه الأرض في شكل بحار وأنهار ومحيطات والغالبية من هذه المياه هي مالحة يتبخر جزء منها ويتكثف في طبقات الجو الباردة العليا لتكون الأنهار العذبة.. فلقد ظهـر مصطلح ما يطلق عليه «الفقر المائي» وهو بالأساس يقيس مدى توافر المياه العذبة من عدمها في دول العالم وهي التي تعتمد بالأساس على المياه العذبة.