عبدالله الراجحي- سبق- جدة: رعى مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة الدكتور سامي محمد باداود أمس أعمال ندوة ودورة جدة الأولى لـجراحة مناظير الأنف والجيوب الأنفية المتقدمة وقاع الجمجمة، التي نظمها مركز الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى الملك فهد بجدة، وتستمر أربعة أيام متتالية. وأشاد باداود بالندوة التي تُعتبر نقلة نوعية مهمة في سلسلة نشاطات المركز من حيث كونها تنظم للمرة الأولى بالسعودية، وتحت إشراف ومشاركة أبرز الأساتذة العالميين في هذا المجال. وقال رئيس المؤتمر الدكتور طه عدنان سمان مدير مستشفى الملك فهد بجدة إن أهمية هذا النشاط تأتي من كونه إضافة مهمة في طريق تأسيس فرق عمل لمثل هذه الجراحات المتقدمة جداً؛ إذ ظل مرضى اعتلالات قاع الجمجمة لعقود طويلة من الزمن يعالجون بطرق تحتاج لفتح الرأس، فخففت الكثير من المعاناة عن المرضى. وذكر رئيس اللجنة المنظمة للندوة الدكتور محمد عبدالعزيز الشنبري أن فرق العمل في مجال جراحة قاع الجمجمة بالمناظير برزت تدريجياً في أواخر التسعينيات من القرن الماضي، وكانت تتضمن جراحات بسيطة مثل رتق ثقوب قاع الجمجمة الأمامي التي تتسبب في تسرب سائل المخ إلى الأنف، ثم يتبعها تدرج للوصول إلى استئصال بعض الأورام بالغدة النخامية، ثم تبعها تطوير في كيفية التعامل مع الأورام الصغيرة في قاع الجمجمة، وكذلك الالتهابات العظمية أو تكون خراج بقاع الجمجمة في بعض الحالات. وأوضح رئيس اللجنة العلمية الدكتور محمد زهران استشاري مناظير الأنف والجيوب الأنفية وقاع الجمجمة بمركز الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى الملك فهد بجدة أن هذه الجراحات تطورت تدريجياً حتى أصبح من الممكن التعامل بالمنظار عن طريق الأنف والوصول إلى المناطق المحيطة بالجيوب الأنفية، وفتح انسداد القناة الدمعية عن طريق الأنف دون فتحة جراحية بالوجه، وكذلك أمكن التعامل مع استئصال الأنسجة الملتهبة أو بعض الأورام داخل تجويف العين عن طريق مناظير الأنف. وأكد أنه مع تطور التكنولوجيا الطبية الخاصة بالأدوات الجراحية مثل المرشد الملاحي (navigation system) أمكن التعامل بأمان مع أورام قاع الجمجمة الممتدة لتجويف المخ دون فتح تجويف الرأس وتجنب إصابة الأنسجة والأوعية الدموية المهمة داخل تجويف المخ، وكذلك رتق أماكن الفتح بقاع الجمجمة. أما التقنيات الخاصة المستخدمة في هذه الإجراءات فهي استخدام التقنيات العالية من الأشعة التشخيصية، خاصة المغناطيسية والأشعة الخاصة بتحديد الشرايين المغذية لتلك الأورام، ثم استخدام جهاز المرشد الملاحي لتحديد مكان العمل بدقة كبيرة لتجنب مضاعفات إصابة الأنسجة المهمة في تلك المنطقة. وأضاف بأن فريق العمل الطبي الخاص بجراحة قاع الجمجمة يتألف من جراح مناظير أنف وجيوب أنفية وجراح مناظير مخ وأعصاب، ويتوجب على جراح مناظير الأنف والجيوب الأنفية فتح طريق من الأنف والجيوب الأنفية للوصول لقاع الجمجمة في منطقة إجراء الجراحة، ومن ثم فتح تجويف المخ عن طريق حفارات (درلات) خاصة لنشر عظم قاع الجمجمة، ثم يأتي دور جراح مناظير المخ والأعصاب للتعامل مع الورم داخل تجويف المخ واستئصاله دون المساس بالأعصاب والأوعية الدموية المهمة في تلك المنطقة، ثم يأتي دور جراح مناظير الأنف والجيوب الأنفية لترميم الفتحة المتبقية بقاع الجمجمة، وتسرب السائل المحيط بالمخ، ثم وضع سنادات خاصة لتثبيت قاع الجمجمة. وتم استضافة 17 متحدثاً في الندوة، منهم سبعة من خارج السعودية من أمريكا الشمالية وأوربا، وعشرة من منشآت السعودية الطبية المرموقة، إضافة إلى مستشفى الملك فهد بجدة ومدينة الملك عبدالله الطبية بمكة ومدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة ومدينة الملك فهد الطبية بالرياض وكذلك مستشفى الأمير سلطان العسكري بالرياض ومستشفى الأمير سلمان بالرياض.