×
محافظة المدينة المنورة

الشؤون الاجتماعية تنظم حملة تنموية بالعلا

صورة الخبر

فلسطين انتفضت، بهاتين الكلمتين يمكننا تلخيص ما يحدث على كل الأرض الفلسطينية المحتلة من بحرها إلى نهرها ومن رأس الناقورة شمالاً إلى أم الرشراش (إيلات) جنوباً. الفلسطينيون اليوم بسواعد فتيانهم يبنون قواعد صراعهم مع الكيان مجدداً ، ويصوغون بمداد دمائهم ملامح نصر جديد قد يتحقق في الأفق القريب لهم، فزمن الصبر قد ولى وانتهى مع آخر تصريح لنتنياهو الذي عزم فيه على تشديد القبضة الحديدية على الشعب المكلوم، وتنكّره لأحلامه وإصراره على تحويلها إلى أضغاث غير قابلة للتحقق في قابلات الأيام. أفق الفلسطينيين أوصدته فعائل الاحتلال وجرائمه على الأرض، الذي تجاوز كل المحرمات، فأزهق الأرواح، ودمّر المقدسات، وحارب المرابطين، وسلط سوائب مستوطنيه على المواطنين العزل، فدعمهم بالسلاح والحماية العسكرية والقانونية، ليشتد الخناق، وعندها لم يكن أمام الشعب إلا الرفض والانتفاض، ولو نزفت لأجل ذلك الدماء، فالحرية والكرامة وفلسطين تستحق التضحيات. أظهرت هذه الهبّة المتوقعة العجز الذي تغوص فيه فصائل العمل الوطني، التي اكتفت بحثّ الشعب على مواصلة نضاله والحفاظ على استمرارية المواجهة وهي ترقد في برجها العاجي من دون أي فعل منظم يصدر عنها، وقابل الفلسطيني هذه الدعوات بالسخرية، وردد (بالأمس كانت الفصائل تقاوم والشعب يبارك، أما اليوم فالشعب يقاوم والفصائل تبارك). إن عدم انتظار الفصائل هو مؤشر على زيادة منسوب الوعي لدى الشعب الذي تحرر من رهن أيديولوجياتها وصراعاتها وحساباتها التي هي في الأغلب ضد المصلحة الفلسطينية العامة. اللافت أيضاً هو موقف السلطة الفلسطينية، التي أرخت العنان للفلسطينيين بالوصول إلى مناطق التماس مع الاحتلال، ففي السابق كانت أجهزة السلطة الأمنية تمنع أي مواجهة، إلا أن رؤيتها قد تغيرت مؤخراً، ونأت بنفسها عن إعاقة التظاهرات، في خطوة قد تفسر على أنها أرادت بذلك التنفيس عن الشعب، وتفريغ الاحتقان المتفاقم، وأدركت أن مزيداً من الضغط قد يحرف بوصلة الهبّة في وجه الاحتلال إلى وجهها، فتلفحها نار الشعب. إن اعتراف قادة السلطة بأن المفاوضات مع الكيان قد وصلت إلى طريق مسدود، ولم يبق متسع لأي حل مقبل، بالتزامن مع خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منصة الأمم المتحدة الذي لم يأت بأي جديد، ولم يتبع بأي خطوات جديّة على الأرض، تكون كفيلة بردع الكيان، قد وضع السلطة في زاوية قاتلة، تكون فيها عاجزة عن أي مبادرة لتهدئة الشعب. ورغم مد عباس يده للسلام ودعوته الأجهزة الأمنية لحماية الفلسطينيين، ووقف المواجهات، إلا أن ذلك قد لا يلقى استجابة شعبية، في ظل فشل مشاريعها. وجدلاً استطاعت السلطة وقف الغضب الفلسطيني المتصاعد، فما هي خطوتها التالية نحو التحرر؟ الإجابة عن هذا السؤال هو مزيد من المناشدات الدولية لوقف صلف الاحتلال المتصاعد، من دون أن يتحقق شيء على الأرض، وهذا ما أثبتته التجارب. غضبة الفلسطينيين لا بد أن تُستغل على الصعد كافة، فمن غير المنطقي ترك الشعب يواجه مصيره بنفسه، فلا بد من وقفة عربية صارمة تضع حداً لطغيان الكيان وجبروته. aliqabajah@gmail.com