×
محافظة المنطقة الشرقية

الصحة توقف البيان الأسبوعي للإعلان عن حالات كورونا

صورة الخبر

أصبح الحصول على مصادر متجددة للطاقة المستدامة لتلبية الطلب العالمي المتزايد عليها هو الحافز لتسريع جهود البحث في هذا المجال، ومن ضمنها دراسة محلية للباحثة الإماراتية الدكتورة حنيفة طاهر البلوشي، الأستاذ المساعد في قسم الهندسة الكيميائية في معهد مصدر، والتي أنتجت الوقود الحيوي من الدهون المستخلصة من لحم الحيوانات، ومن ثم اتجهت إلى إنتاج الوقود الحيوي من الطحالب الخضر، باعتبارها طاقة مستدامة ومتجددة، فضلاً عن كونها مصدراً قابلاً للتحلل. على ضوء نتائج هذه الدراسة، يمكن لشركات إنتاج الديزل الحيوي في الإمارات، توسيع مجال عملها لاستخدام الطحالب الدقيقة في إنتاج الوقود الحيوي، والاستفادة من نتائج الدراسات التي أجرتها الباحثة، بعد أن حصلت على براءة اختراع من مكتب براءة الاختراعات في الولايات المتحدة، وهي الآن بصدد نشر كتاب من 160 صفحة يتضمن شرحاً تفصيلياً لمراحل البحث ونتائجه، وسيُوزع الكتاب على جميع المهتمين محلياً وعالمياً، وسيعرض في الأسواق في نهاية العام الجاري. وتؤكد البلوشي، أهمية التوجه نحو إنتاج الوقود الحيوي من مصادر متجددة، قائلة: بالمقارنة بين خصائص الديزل البترولي والحيوي كبديل مستدام، فإن الديزل الحيوي يمكن الحصول عليه من مصادر متجددة وخصائصه مشابهة لنظيره البترولي، كما أنه أقل سمية وقابل للتحلل البيولوجي، ويمكن استخدامه في محركات الديزل العادية، ومن دون الحاجة إلى إجراء تعديلات في ماكينة الاحتراق الداخلي، وبأقل انبعاث للغازات الكربونية الضارة، ما جعله محط اهتمام العديد من الدول. عن فكرتها، تقول إن فكرة الديزل الحيوي بدأت مع رودولف ديزل، المخترع الألماني، الذي صرح بإمكانية تشغيل محركات الديزل باستخدام الزيت النباتي كوقود، إلا أنه لم يحصل على ذات الاهتمام آنذاك، لأن خصائص الزيت كاللزوجة العالية تؤثر بدرجة كبيرة في أداء المحرك، وتسبب ترسبات كربونية داخل ماكينة الاحتراق، وهناك عدة طرق لحل المشكلات التي تنتج من استخدام المباشر للزيوت النباتية، الأكثر شيوعاً منها (الأسترة) التي ينتج منها مزيج من إستر كحولي، المعروف عالمياً باسم الديزل الحيوي، إذ يتفاعل الزيت مع الميثانول في وجود محفز قلوي بغضون ساعة تقريبا، لينتج ما يتجاوز 95% من الوقود الحيوي. وتوضح الباحثة أهم النتائج التي توصلت لها في دراستها لإنتاج الوقود الحيوي من دهون الحيوان، قائلة: في بداية عملي البحثي في إطار إنتاج الطاقة من مصادر متجددة، اتجهت نحو إنتاج الوقود الحيوي من دهون الحيوانات، باعتبار أن استخدام الزيوت النباتية لإنتاج الطاقة غير محبذ، فهي تتعارض مع استخدامها كمصدر غذائي، كما يتطلب هذا الخيار استصلاح أراض زراعية، واستهلاك كميات كبيرة من المياه الصالحة للشرب، إضافة إلى تكلفتها العالية، واعتمدت فكرة دراستي على استخدام ثاني أكسيد الكربون فوق الحرج، في استخلاص الدهن من دون أي كيماويات، لكونه صديقاً للبيئة، ومتوفراً بكميات كبيرة، وغير قابل للاشتعال وغير مكلف، أيضا استخدام ثاني أكسيد الكربون يساعد على استخلاص نحو 90% من المحتوى الدهني للحم في غضون ساعة عند 45 درجة مئوية، في حين أننا إذا استخدمنا المذيب العضوي (هكسان)، سنحتاج من 6 إلى 8 ساعات عند 70 درجة مئوية، أيضاً ثاني أكسيد الكربون بالحالة فوق الحرجة عادة ما يوفر سهولة فصل المنتجات، مع الحفاظ على نفس المزايا للإنزيم، بالإضافة إلى أنه لا يتطلب فصل الجلسرين، كما هي الحال في التقنيات التقليدية، وتجمع الدراسة التي أنجزتها في رسالتي للماجستير بين ميزات استخدام ثاني أكسيد الكربون بالحالة فوق الحرجة لاستخلاص الدهون، واستخدامه في تفاعلات إنتاج الديزل الحيوي في وجود الإنزيم. وعن آلية إنتاج الوقود الحيوي من زيوت الطحالب، ومميزاتها مقارنة بإنتاج الوقود الحيوي من دهون الحيوانات، تقول: على الرغم من أن الدهون الحيوانية تعتبر مصدراً جيداً في إنتاج الوقود الحيوي، ولكنه لن يفي بالاحتياجات العالمية للديزل، وهذا ما ينطبق أيضاً على الديزل الحيوي المستخرج من المحاصيل الزيتية ونفايات زيت الطعام، إذ إنها لا يمكن أن تسد سوى جزء ضئيل من الطلب على الوقود المستخدم في عمليات النقل. وهنا تعتبر الطحالب الدقيقة المصدر الوحيد للوقود المتجدد، ولها القدرة على تلبية الطلب العالمي، ومؤخرا أثبتت الطحالب أنها المصدر الأفضل لإنتاج الوقود لقدرتها على تخزين كميات كبيرة من الزيوت بخلاياها، وعلى حسب المصادر العلمية، فإن الإنتاج السنوي لزيت الطحالب الدقيقة يتجاوز 10 مرات إنتاج المحاصيل الأخرى، كما أن استخدام الطحالب لثاني أكسيد الكربون في عملية البناء الضوئي سيقلل من الغازات الضارة المنبعثة، وقدرتها على النمو في المياه المالحة سيخفض من استهلاك المياه العذبة، ولا يقتصر استخدام الطحالب على إنتاج الديزل فقط، إذ إنها تحتوي على نسبة كبيرة من الكربوهيدرات التي من الممكن أن تستخدم الإيثانول الحيوي فضلاً عن دخولها في الصناعات الغذائية و الطبية. وتضيف: خلال دراستي للدكتوراه زرعت الطحالب في المختبر، ودرست أفضل الظروف الزراعية لنموها والاستفادة منها في إنتاج الوقود، ثم استخلصت زيوت الطحالب باستخدام ثاني أكسيد الكربون وتحويله لديزل، ومن ثم فحص الخواص الفيزيائية للديزل المنتج، وتأكدت من أنها تتفق مع المقاييس العالمية، ومن أهم مميزات استخدام الطحالب في إنتاج الوقود الحيوي أنها مصدر لا يتعارض مع غذاء الإنسان كما هي الحال بالنسبة لإنتاج الوقود الحيوي من الزيوت النباتية. وعن إمكانية الاستفادة من هذه نتائج أبحاثها في الدولة، وجهودها في نشر هذه النتائج محليا وعالميا، تقول د. طه: نشرت نحو 10 أوراق علمية في إنتاج الديزل الحيوي من دهون لحم الحيوان والطحالب الخضر في مجلات عالمية محكمة، وشاركت في مؤتمرات عملية في كل من الإمارات وكندا وإسبانيا، كما سجلت براءة الاختراع في مكتب براءة الاختراعات في الولايات المتحدة، وأنا بصدد نشر كتاب من 160 صفحة، يتضمن شرحاً تفصيلياً للبحث الذي أجري خلال 6 سنوات، ما يسهل إمكانية الاستفادة من هذه الدراسة، خصوصاً أنه لدينا في الدولة شركات تحويل زيت القلي للديزل الحيوي، منها شركتا سي سي لوتاه وناتشورال فيولز بإمارة دبي، وكلاهما يركز على مبدأ الاستدامة في نشاطها الصناعي.