×
محافظة عسير

إصابات وإغماءات في تجدد مشاجرات طالبات طلال وعفراء ببلقرن

صورة الخبر

في جنوب محافظة جدة وتحت أدخنة خمسة مصانع للصناعات الثقيلة، يعيش قرابة 10 آلاف نسمة من سكان حي «القوزين»، حياة ملوثة على مدى 10 أعوام لم ينعم أهالي الحي بالهواء النقي، وذلك في ظل جشع بعض من رجال الأعمال بجني الأموال والربح، مقابل حياة بني الإنسان دون أدنى مسؤولية. خمسة مصانع مخالفة للأنظمة والاشتراطات البيئية في حي «القوزين»، حوّلت الهواء النقي إلى دخان أسود، يختلط فيه رائحة الوقود، خبث الحديد، بقايا الزيوت، إضافة إلى مرمى للنفايات المجاور للحي، قائمة طويلة من الملوثات البيئية سببت الكثير من الأمراض الصحية للأهالي، من بينها أمراض الربو، حساسية العين والجلد، وأمراض السرطان التي أصابت 10 أشخاص من أفراد الحي. وطالب سكان حي «القوزين» خلال حديثهم إلى «الحياة» أثناء جولتها في حي «القوزين»، بتدخل للجهات الحكومية منها إمارة منطقة مكة المكرمة، محافظة جدة، هيئة حقوق الإنسان، وهيئة مكافحة الفساد لإنقاذ الوضع البيئي والمأسوي للسكان، مؤكدين أن من حقهم مقاضاة أصحاب تلك المصانع التي سببت الملوثات البيئية، وأضرت بالصحة العامة للأهالي والسكان، إذ إن تلك المصانع تعتبر من المصانع المخالفة في مخطط للمستودعات الذي يجاورهم (على حد قولهم). ويروي أحد سكان حي «القوزين» علي الجدعاني أن معاناة سكان الحي استمرت مدة 10 أعوام، بعد أن كانوا يتنفسون الهواء النقي، وينعمون بمجاورتهم لشاطئ الكورنيش الجنوبي، إلا أن تلك الأجواء النقية غابت عن سكان الحي، مبيناً أن مطالبات أهالي الحي ونداءاتهم للجهات الحكومية لم تتوقف منذ بداية الضرر عليهم، إلا أن تلك الجهات تسير إجراءاتها ببطء تجاه قضيتهم. وقال إن جُل تلك المصانع المخالفة في الحي تعمل على مدار الـ24 ساعة دونما توقف أو اهتمام للحالة الصحية لسكان الحي في ساعات الليل التي تعتبر ساعات الراحة، مضيفاً: «85 في المئة من إنتاج الحديد لأحد المصانع الكبيرة في السعودية المجاور للحي (تحتفظ «الحياة» باسمه) يعمل في الليل برغم التحذيرات البيئية والصحية في العمل ليلاً، ولا حياة لمن تنادي». وأشار إلى أن الكثير من الأهالي تعرضوا إلى إصابات بأمراض خطرة منها السرطان، الربو، وحساسية الجلد والعين، لافتاً إلى أن أقرب منزل في الحي المجاور للمصنع يقع على مسافة 480 متراً فقط. من جهته، يوضح وليد الجدعاني أن أهالي حي «القوزين» تقدموا بشكوى إلى هيئة حقوق الإنسان في العام الماضي، وبتفاعل مع إمارة منطقة مكة المكرمة أغلق أحد أكبر المصانع في الحي والمتخصص في إنتاج الحديد، مبيناً أن منظمة الصحة العالمية أفادت بأن أدخنة مصانع صهر الحديد تعد الأخطر في العالم، وخصوصاً إذا كانت لا تحتوي على فلاتر لتنقية الأدخنة المنبعثة من المصنع. وأكد الجدعاني أن الأهالي سيترافعون للجهات القضائية بطلب تعويض من المصانع نتيجة للــضرر التي تسببت لهــم بالأمــراض الخــطرة على مر السنوات مزاولتــها للنـــشاط، مشيراً إلى أن تلك المصانع مخالفة للقانون والأنظمة لعدم حصولها على التصاريح ورخصة المزاولة للإنتاج. وأضاف: «تسببت تلك المصانع في أمراض الأهالي والسكان، فهل يعتبر سكان «القوزين» حقلاً للتجارب من رجال الأعمال وجشعهم، في ظل غياب المؤسسات الحكومية وصمتها عن عمل تلك المصانع المخالفة».