×
محافظة المنطقة الشرقية

وزير الصحة السعودي: 90 % من مصابي «التدافع» خرجوا من المستشفيات

صورة الخبر

المعلمونَ فخورونَ !! عبد الرحمن عبد الرحيم الاحمدي تتوزَّع الأرزاق بين البشر؛ فمنهم مَن يُفني عمره في تنشئة الفِتيان بالتَّعويد على محاسن الأخلاق .. وتلقين المعلومات .. والتَّدريب على المهارات. ومنهم من يكون اتِّجاهه في مداواة النَّاس، ومنهم من خدمته في حفظ الأمن وكأنَّه العين التي تسهر لينام غيره؛ بل هو العين السَّاهرة، ومنهم من يكون رزقه في أعماق البحار، ومنهم من يغامر في وسط الفيافي والغِفار. وفي أقاصي المعمورة. وهكذا يجب أن نكون، وهكذا ينبغي أن نظلَّ؛ حتى تستمر عجلة الحياة وتسير. فلا طابت الدُّنيا لمتكاسل. ولا طابت لمتخاذل، وكلُّ هذا أو ذاك قد كتب منذ الأزل؛ لترضي النَّفس بنصيبها فلا تتجاوز. ولو اقتنع الإنسان برزقه كما اقتنع بتميز فكره عن غيره؛ لما تحدَّث ليل نهار، وخاض في أحاديث مكرورة ومملَّة في كلِّ وقت وحين بقوله: كدت أتملَّك الأرض في تلك المدينة بأبخس الأثمان، وأوشكت أن أحوز على تلك الدُّور في ذلك الشَّارع بفرصة لا تتعوَّض أبدًا، ولو تقدَّمت لحظات قليلة لحصلت على مكاسب كثيرة .. أَوَ ما علمت يا ابن آدم أنَّ كلَّ ذلك مقدَّرٌ .. أَوَ ما قرأتَ وسمعتَ قول العزيز الحكيم: ((وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَاتُوْعَدُوْنَ)) .. فهل يا بن آدم تشكر قبل أن تذكر؟ وقد قال المولى عزَّ وجل: ((وَلَئنْ شَكَرْتُمْ َزِيدَنَّكُمْ)). وماتزال الأحداث تتوالي بنا .. ووقائع الأمور لنا تتواصل، فيفخر الطَّبيب بإنجازه لعمليَّة فريدة تحدَّثتْ بالتَّفصيل عنها وسائل الإعلام حتى وصلت أرجاء الكون، ويلاحقه بالفخر رجل الأمن في إنجازه غير المسبوق مِن تمكُّن جهة عمله من إحباط عمليَّة إجراميَّة كبرى كادت أن تؤدي إلى خلل كبير في جنبات المجتمع لو وقعت. ويزاحمهم التَّاجر بأحاديثه النَّرجسيَّة عن مجمل صفقاته الكبيرة الواحدة تلو الأخرى في كل جهة وإتجاه، حتى يصبح مزهوًا مختالًا محتارًا في الإجابة حين يُسأل عن ثرواته الباهظة في خزائن البنوك .. فيقف برهة يعلو نفسا ويخفض آخر ويستشعر العظمة الكريهة ثم يعيد السؤال بسؤال آخر .. ماذا تقصد بالضَّبط قبل السُّؤال أمْ بعده؟ سبحان المعطى إذا أعطى بلا حساب. وكما قيل: كَأَنَّهُ مِنْ خَلِيْجِ الْبَحْرِ يَغْتَرِفُ. فأيُّ فخر يتحدَّث عنه المعلم مع هؤلاء !!؟؟ وقد تعلَّم الجميع على يديه، نهلوا من علمه المبارك، وخبراته المتراكمة، وتجاربه المجيدة المفيدة، ونعموا بأحاسيسه الصَّادقة، فكان الأب بعد الأب، وكان المربي المحب الفاضل، والمرشد الموجه الصَّادق، والأمين العطوف، المحب لكل خير بنائه طلاب العلم. فما الطَّبيب الماهر، والجندي المتفاني، والموظف المخلص الطَّاهر، والتَّاجر الصادق الأمين. وغيرهم كثير، إلَّا كانوا يومًا طلَّابًا تحت أنظاره الحانية .. وآماله الصَّادقة .. ومشاعره الجميلة، فأيُّ خير يُرتجى لهذا المعلم؟ الذي هو حقًّا الشَّمعة التي تحترق لتنير الطَّريق الآمن، ذلك المعلم الذي يعطي ويقدِّم كلَّ مافي وسعه لرؤية أمله على أفضل وأطيب حال، ذلك المعلم الذي يحتاج فقط التَّقديرَ .. والاحترامَ .. والمكانةَ اللائقةَ بعلمه ومنزلته، بعد أن تعرض اسمه الكريم، وعمله الطَّيب بعبارات صريحة، أو تلميحات فاضحة على ألسن المتنكرين الجاحدين، أو على قنوات الإعلام المتناقض الذي يمدح في النَّهار؛ ليعود فيسىء في اللَّيل. فياليت هذا الإعلام الخادش يعرف معنى: ((قُمْ لِلْمُعَلِّم وَفِّهِ التَّبْجِيْلَا...)) مِن الأعماق .. شكرًا معلمي .. معلم النَّاس الخير.