ربما يكون من الصعب أن نلتقط صورة بانورامية للفعل الثقافي خلال 2014، فقد تألّقت بعض الجهات وخفتت جهات أخرى، وانحسرت عن الساحة مؤسسات، وتوّلدت مؤسسات أخرى، وولد أديب، ومات أديب. وغاب عنها وزير وحضر وزير آخر. وما كنا نشاهده في 2013 لم نعد نراه في 2014، وقد لا نسمع به في 2015، وربما العكس. ولكنّ الأكيد كمحصّلة نهائية سنوية أن الحضور الثقافي الأهلي والشخصي قد فاق الحضور المؤسساتي بمراحل ضوئية رغم التقشف وضيق ذات اليد، قبالة الميزانية المليونية التي تمتلكها المؤسسات الرسمية. ولا داعي لاستعراض أسباب فشلها، فهي معروفة للقاصي والداني. الآن، ترقد على طاولة وزير الثقافة والإعلام الجديد ملفات ثقافية ساخنة، بعضها يحتاج إلى معالجة سريعة على طريقة الـ «فاست فود». وبعضها الآخر لابد من تناوله بوضع استراتيجيات تُنفّذ على شكل مراحل. فمن الواضح -على سبيل المثال- أن ملف الأندية الأدبية لابد أن يقفل، وذلك عبر دمجه مع الجمعيات في مراكز ثقافية شاملة للشعر والسرد والموسيقى والمسرح والتشكيل، وتوحيد ميزانيتها الثقافية والفنية. وهذا -طبعاً- بعد مساءلة إدارييها عن مكرمة «العشرة الملايين ريال» الملكية، كيف أديرت، وأين صرفت؟!. وزارة الثقافة والإعلام مثلها مثل بقية وزارات الدولة، تعيش حالة بيروقراطية في معاملاتها، وعلاقاتها التي يغلب عليها المحسوبيات، وحب الخشوم. لذلك من الطبيعي أن نرى القريب الودود والعدو اللدود يقتسمون كعكتها كلًّ على حسب قربه وبعده من كراسي الوزارة. وفي اعتقادي أن على معالي الوزير -إن أراد رؤية واقعنا الثقافي في البلاد على حقيقته- أن ينظر بنفسه مستخدماً عينيه لا عيون من سبقوه، ولا نظارات مستشاريه الطبية. فنحن أمام سنة جديدة لوزير جديد سيكون بالون الاختبار الأول له فيها معرض الكتاب المقبل.