اتفق عدد من المواطنين على سيطرة البيروقراطية على المشهد في العديد من الدوائر الحكومية الخدمية، وطالبوا بتطبيق الحكومة الإلكترونية لتقديم أفضل الخدمات، وتسهيل إجراءات المعاملات. وانتقدوا في استفتاء «عكاظ» سلوكيات بعض الموظفين الذين يعيشون بعقليات الماضي رغم الثورة التقنية والتقدم الكبير في تقديم الخدمات المختلفة، ما يعيق تطوير العمل والخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين على حد سواء. وفي هذا الإطار، يقول أحمد محمد: «أراجع وكالة الأحوال المدنية في جدة، منذ 3 أعوام، لتعديل اللقب فقط»، مشيرا إلى أن الموظف المختص أرجع تأخير إنجاز معاملته إلى الاتصالات الإدارية، التي تتطلب السفر عبر عدة مدن. وأضاف رغم تطبيق الحكومة الإلكترونية في العديد من الدوائر الحكومية، ومنها الأحوال، فالمفترض أن تتم جميع الإرساليات بشكل إلكتروني. وانتقد فهد الجبرتي تأخر المواعيد وليس هناك موعد محدد يقدمه الموظف المختص، فعلى سبيل المثال حين تسأل عن معاملة في قسم من أقسام الأحوال كالتجنيس مثلا يطلب منك الموظف المراجعة بعد أسبوع أو اثنين مما يعطيك مؤشرا أن الموظف لا يعلم متى الموعد المحدد الذي لا بد أن تراجعه فيه. واشتكى أحمد عوض من عدم توفر مواقف للسيارات بالعدد الكافي أمام وكالة الأحوال المدنية في جدة، وقال: لا أمانع المشي، لكن في بعض الأحيان أضطر إلى اصطحاب والدتي المسنة وفي بعض الأحيان اجعلها تنتظرني أمام البوابة الرئيسية لمبنى الأحوال حتى أجد موقفا للسيارة، وفي بعض الأحيان تضطر إلى المشي للوصول إلى المبنى البعيد. ويقترح حسين عسيري إعداد دارسة شاملة لمواقع المباني الحكومية، فمشكلة الأحوال المدنية في حي الصفا في جدة أنها تقع وسط حي سكني مزدحم، ولا تتوفر فيها خدمات خارجية مساندة، والشارع الذي يقع فيه المبنى حيوي، وكما أن المنطقة نشطة جدا ولا أمانع أن يكون مبنى الأحوال أو أي مبنى حكومي خارج جدة طالما يوفر الخدمات والمواقف وطرق سريعة ومجهزة لاستيعاب المراجعين. أما العم حسين القحطاني فقد حاول الوقوف في المواقف المخصصة لأصحاب الظروف الخاصة؛ نظرا لما يعانيه من تخشن في العظام وبسبب انشغال تلك المواقف حاول الوقوف أمام المبنى ولكن رجل المرور لم يسمح، له مما اضطره لإيقاف سيارته بعيدا والسير لمسافة 250 مترا لإنجاز معاملته، ومن سوء حظه أن القسم المسؤول عن معاملته في الطابق الثاني من مبنى الأحوال المدنية في شارع الأمير متعب، ولم يتوفر هناك مصعد واضطر للصعود عبر الدرج. كما أشار سليمان المطيري إلى سؤال أحد الأجانب له في مبنى الأحوال عن الصندوق، ويقول لمحت الرجل في حيرة من أمره يبحث عن من يساعده ولكنه لا يجيد اللغة العربية وقمت بإرشاده إلى موقع الصندوق متبعا اللوحات الإرشادية، وتسألت لماذا لا تكتب هذه اللوحات باللغتين العربية والإنجليزية، خاصة أن مديرية الأحوال المدنية لا تخدم المواطنين والمقيمين العرب فقط بل هناك شريحة كبيرة لا يستطيعون التواصل باللغة العربية. وأضاف في الحقيقية تتوفر الكثير من الخدمات في الدوائر الحكومية الخدمية ولكن عدم توفر الإرشادات قد يكون أساس المشكلة.