(كونا) - أشاد وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير اليوم بكفاءة وقدرة الأجهزة المعنية بالكويت في التعامل مع الحادث الارهابي الاليم الذي تعرض له مسجد الامام الصادق في يونيو الماضي معتبرا اياه "مثالا يحتذى به في المنطقة بكاملها". وقال شتاينماير في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس مجلس الوزراء بالانابة الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ان الحادث المأساوي الذي استهدف مسجد الامام الصادق ابرز وحدتها الوطنية وتكاتف الجميع ضد الارهاب. واكد في هذا الصدد حرص بلاده على التعاون مع الكويت في مكافحة الارهاب موضحا انه التقى امس عددا من الاطباء الالمان الذين كرموا بعد مساهمتهم في علاج المصابين جراء الاعتداء الاثم " حيث عبروا لي عن انبهارهم من تعامل الكويت الراقي مع اثار العمل الارهابي". وذكر شتاينماير انه بحث مع الشيخ صباح الخالد الكارثة الانسانية في سوريا لاسميا ازمة اللاجئين مشيدا بالدور الريادي الانساني الذي تؤديه الكويت في مواجهة هذه الازمة وتنظيم ثلاثة مؤتمرات للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا. واعرب عن تقديره لدور الكويت "المثالي" في هذا الصدد والذي تتبناه المانيا ايضا من اجل توحيد صف المنظمات الدولية وتمويلها بالموارد المالية اللازمة لمساعدة اللاجئين لاسيما ان هذه المنظمات قلصت انفاقها المالي بسبب شح الموارد مؤكدا ان المانيا تتحمل مسؤولياتها من خلال تقديم مأوى للسوريين كما حدث في الأيام الماضية. وقال شتاينماير ان الكويت والمانيا شريكان وثيقان منذ عقود طويلة في الاقتصاد والتجارة "والاستثمارات الكويتية موجودة في المانيا كما ان الشركات الالمانية تجد مكانها في الكويت" مشيرا الى انه التقى امس كذلك عددا من رجال الاعمال الكويتيين الذين اشادوا بالعلاقات مع المانيا. وافاد بأن الجانبين الالماني والكويتي ناقشا في مباحثاتهما اليوم العديد من القضايا في المنطقة ولاسيما الاوضاع في سوريا واليمن وليبيا والعراق معربا عن صدمته ازاء هذه النزاعات وتفاقمها. واوضح ان القضية السورية كانت الاهم وشغلت حيزا كبيرا في نقاشات اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة مؤكدا ان الازمة السورية " نتج عنها سقوط 250 الف قتيل والوسائل العسكرية لا تكفي لحل هذا الصراع". واضاف انه "على مرور خمس سنوات فشلنا في ايجاد حل سياسي للازمة السورية بالرغم من المبادرات التي اطلقت والاجتماعات التي عقدت في جنيف". وطالب وزير الخارجية الالماني المجتمع الدولي بسرعة ايجاد حل سياسي وارضية مشتركة في سوريا من خلال العمل المشترك مع الشركاء الدوليين وتقارب وجهات النظر بين كبار اللاعبين. واعرب شتاينماير عن الامل في ان تكون المحادثات التي جرت في الجمعية العامة للامم المتحدة مقدمة لحل الازمة السورية. وعن الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة (5+1) ذكر "ان الموضوع لا ينتهي بتوقيع الاتفاقية لكننا نبدأ الان مرحلة جديدة تتحمل المجموعة مسؤوليتها من حيث تقديم الضمانات ومراقبة تنفيذ بنود هذا الاتفاق بطريقة صحيحة". وشدد على ضرورة أن " يؤدي الاتفاق لتحقيق الامن في منطقة الشرق الأوسط بما يواكب المسعى المشترك لتفعيل الحوار مع ايران وصولا الى اتخاذ موقف بناء منها حيال الصراعات في المنطقة ". وقال ان "الاتفاق يعد بمثابة نقطة البداية والأساس الذي يجب أن نبني عليه". وحول حاجة اوروبا لخطة تنظيم تدفقات اللاجئين السوريين قال شتاينماير ان "المانيا تتوقع تدفق حوالي مليون شخص قبل نهاية العام الحالي وهو عدد كبير للغاية". واضاف ان المانيا تجري نقاشات مع شركائها الاوروبيين بشأن ازمة اللاجئين للوصول الى حل مشترك لتقاسم الاعباء مشيرا الى انه "لا يمكن لاربع دول اوروبية فقط استضافة اللاجئين في أوروبا من سوريا والدول المجاروة لها". وذكر انه سيلتقي وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي خلال الاسبوع الحالي لمناقشة هذا الموضوع مشيرا الى ان زيارته الاخيرة لتركيا التي تعد المفتاح لتدفق اللاجئين من منطقة الشرق الاوسط الى اوروبا كانت مهمة من اجل التوصل لاتفاق معها حول تنظيم الهجرة ومنع تفاقمها".