حفظ القرآن الكريم وهو في المرحلة المتوسطة وأعجبه الشيخان بن باز وبن عثيمين مما جعله يتخصص في دراسته الجامعية وما بعدها في الفقه وأصوله يتمنى أن يؤم المصلين في أحد الحرمين ويعتبر ذلك شرفا له ولغيره، وقال انه ينصح الشباب المتخصصين في الشريعة أن يتجهوا لتعليم اللغات الحية في العالم لكي يدافعوا عن الاسلام بلغة القوم ويبينوا لهم سماحته وعظمته وعظم الرسول عليه الصلاة والسلام ويعلمونهم ان القرآن رحمة لهم وللعالم كله وأن الاسلام ليس فيه ارهاب وتطرف وعنف. «المدينة» التقت القارئ المعروف الأمين العام للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن وامام مسجد الشعيبي بحي السلامة في جدة، المسجد الذي يرتاده مئات المصلين خلال شهر رمضان المبارك للاستمتاع بالصوت الحجازي للدكتور عبدالله بن علي بصفر الذي كشف عن حياته الخاصة لنا، ومنع من دخول فرنسا لأنه يؤيد ضرب النساء -كما يدعون- هذا ما جاء في الحلقة الأولى من حوارنا، فإلى نص الحوار: حياة الطفولة وحفظ القرآن قال ولدت في مدينة جدة عام 1381هـ وهذا العام هو العام الذي أسست فيه رابطة العالم الإسلامي مما يجعل لهذا العام ذكرى لطيفة لي، نشأت داخل اسرة محافظة ولله الحمد في حي باب شريف وهو أحد أبواب جدة القديمة حيث كان للمدينة قديما ثلاثة أبواب كما هو معروف، كان جوار منزلنا مسجد الأمام البخاري وهو من المساجد الذي بها كتاب لتعليم الحروف وتحفيظ القرآن الكريم وكانوا يعلموننا من كتاب القاعدة البغدادية والكتاتيب قديما بمثابة الروضات في وقتنا الحالي، لكنها كانت ترتبط بالمسجد مما جعل لهذا الارتباط معنى كبيرا ونتمنى لو أنها تعود لكي ينشأ الطفل وهو معتاد على الذهاب للمسجد ويتعلم القراءة والكتابة والحروف والقرآن الكريم «الاساسيات» في المسجد. - درست المرحلة الابتدائية بمدارس المنصورية وهي من المدارس القريبة من الحي الذي نسكن فيه، وانتقلت لدراسة المرحلة المتوسطة بمدارس الفلاح وهي من أعرق المدارس في مدينة جدة وأول مدرسة نشأت في المملكة ومر على تأسيسها الآن أكثر من 100 عام، وكان التعليم فيها قائما على الكتاتيب عندما أسسها الشيخ محمد على زينل تاجر اللؤلؤ المعروف الذي باع كل ما يملك من أجل بناء هذه المدرسة، والتي جاءت الدولة بعد ذلك وتبنتها وضمتها إلى مدارس التعليم العام، وقال ان المشاركة في البرامج الاذاعية والتلفزيونية كان لها أثر كبير في تشجيعهم وأن الطفل يفرح حينما يظهر في أحد البرامج الإعلامية مما يجعله يجتهد أكثر مشيدا بدور الإعلام قديما وحديثا في تحفيز طلاب ومعلمي ومدارس تحفيظ القرآن الكريم. وقال انه حفظ القرآن كاملا في مدارس الفلاح عندما كان الطلاب يتفرغون وقت الفسحة للعب والمرح، حفظنا القرآن الكريم في ثلاث سنوات ولله الحمد. وقال ان من زملائه في مدارس الفلاح الشيخ لطف الله حاتمو رجل الاعمال صالح باشنفر ومناف ابوالجدائل وعدد كبير لا يحضرني أسماؤهم الآن. شخصيات لها تأثير قال ان والده -رحمه الله- ووالدته -حفظها الله- كان لهما الفضل بعد الله عز وجل لأنهما شجعاه على الالتحاق بالكتاتيب والتعلم ذاكرا فضل والدته عندما كانت تعد لهم وجبة الإفطار وتساعدهم في الذهاب إلى المسجد، وقال ان والد والدته -رحمه الله- الشيخ سعيد سليمان عبداللطيف كان من المهتمين بالقرآن الكريم حيث كانت تجارته في استيراد المصاحف من الهند وسنغافورة فهذه التجارة غرست في والدتي -حفظها الله- حب القرآن الكريم التي غرست فينا هذا الحب وحرصت على تعلمنا وحفظنا للقرآن الكريم فعندما تكون الاسرة صالحة تؤسس في أبنائها حب القرآن الكريم وينشأ الطفل وهو محب للقرآن وعلومه. ولا أنسى فضل إمام مسجد الحي «مسجد البخاري» وهو الشيخ فضل الله بخاري رحمه الله، كان من الأئمة الحفظة للقرآن الكريم والذين يختمون القرآن الكريم في صلاة التراويح خلال شهر رمضان المبارك وكان في مدينة جدة قليل من الأئمة يختمون القرآن خلال شهر رمضان بل اكثرهم يقرؤون قصار السور في التراويح وكان يساعد الإمام فضل الله بخاري في صلاة التراويح الشيخ عبدالرحمن نور ولي وكان يعجبني عندما كان يتقاسم الشيخان بخاري وولي صلاة التراويح ويقرآن في كل ليله جزءا من القرآن مما شجعني على تعلم القرآن فحينها ذهبت إلى الشيخ بخاري وطلبت منه أن يعلمني القرآن ووقتها لم يكن بالمسجد حلقات لتحفيظ القرآن الكريم لكنه أعجب في طلبي وقال لي سأفرغ لك في كل يوم جزءا من وقتي لأعلمك القرآن الكريم وكنت أنا وهو فقط فلن أنسى فضل هذا الرجل في بدايتي في تعليم القرآن الكريم فله أثر كبير على حياتي وتعلمي والدكتور عدنان أيضا غرس فينا محبة القرآن كما ذكرت سابقا. أما المرحلة الثالثة فهي لقائي بالشيخ أيمن رشدي سويد -جزاه الله خيرا- عندما كنت في بداية المرحلة الجامعية حينما بدأت أقرأ عليه الاجازة بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالشيخ أيمن هو الذي شكل التشكيل النهائي للقراءة من ناحية الاتقان والتجويد والاهتمام بالقرآن الكريم فلم يكن الشيخ أيمن يهتم بالقرآن فقط بل يهتم أيضا بالتربية فكان يستغل دائما الايات التي فيها توجيه وإرشاد ليغرس فينا محبة الله عز وجل ومحبة الرسول عليه الصلاة والسلام وخدمة الاسلام. ولقد حصلت على الاجازة من الشيخ أيمن في نهائية المرحلة الجامعية ولله الحمد وما زلت أتشرف بأستاذية الشيخ أيمن الذي أصبح زميلا لي في الهيئة العالمية فهو رئيس المجلس العلمي في الهيئة وله برنامج أيضا أسبوعي في قناة اقرأ وقناة أهل القرآن. ولا أنسى من أثر في بقوة وهو الشيخ على جابر -رحمه الله- إمام الحرم فقد كانت عادتنا في المرحلة الثانوية الاعتكاف العشر الاواخر من رمضان في الحرم المكي الشريف ففي عام 1401هـ كانت أول سنة يصلي فيها الشيخ علي جابر في الحرم وكنا نصلي خلف الشيخ الخليفي والسبيل -رحمهم الله- وفجأة سمعنا الشيخ على جابر وهو حينها كان إمام مسجد الملك خالد -رحمه الله- وكانت صلاة جديدة بقوة وصوت جهوري ومتميز أثر في تأثيرا كبيرا دفعنى بقوة للحفظ والاهتمام بالقرآن وعلومه مما جعل صوتي وقراءتي قريبة من قراءته وصوته -رحمه الله-، فالشيخ علي جابر ترك بصمات قوية على المستوى الداخلي والعالمي، فلقد كان الشباب يعزفون عن الإمامة لكن بعد ظهور الشيخ علي جابر تغير هذا العزوف إلى إقبال وحب للإمامة فلقد تكونت مدرسة جديدة يفتخر بها الانسان أنه أصبح حافظا وإماما فهذه المدرسة خلقت التنافس على حسن الصوت والامامة وحب المساجد والصلاة في رمضان فالمساجد التي كانت تقرأ قصار السور أصبحت تتنافس في ختم القرآن خلال شهر رمضان المبارك والآن بفضل من الله سبحانه وتعالى لا يكاد مسجد داخل المملكة إلا ويختم القرآن الكريم خلال شهر رمضان المبارك فالشيخ علي جابر كون مدرسة وكان لها أثر كبير في نفسيتي وأسلوبي وقراءتي للقرآن الكريم فخلف الشيخ علي جابر لا يمكن أن تسرح وأنت في صلاة خصوصا اذا مر بآيات يوم القيامة وأهوال هذا اليوم فتجده يرفع صوته في هذه الآيات ويجعل الجو مشدودا. الإمامة والعمل الخيري قال بدأت الإمامة في مسجد الاندلس وأنا من أطلق هذا الاسم على المسجد بعد أن بناه الشيخ سعد أبو الحمائل وهو مسجد صغير بحي الروضة واخترت له هذا الاسم للتذكير بالجوهرة المفقودة التي فقدها المسلمون بسبب بعدهم عن دينهم وغفلتهم فهي دولة في أوروبا من خلالها علمنا الغرب الحضارة والعلم والإسلام لكن للأسف عندما تخلينا عن ديننا فقدنا هذه الجوهرة وفقدنا الحضارة فالأندلس كانت نقطة انتقال الحضارة والتحول فمنها أخذ الغرب الحضارة والتطور وتراجعنا نحن عن هذا فمن الاندلس بدأ الانتقال من الحضارة الاسلامية إلى الحضارة الغربية، ففي هذا المسجد صليت خمس سنوات ثم انتقلت إلى جامع الشيخ منصور الشعيبي في حي السلامة بجدة وما زلت في هذا الجامع وان كان الآن ابني البراء الإمام في هذا المسجد وأنا معه، ففي هذه المرحلة تعاونت مع جمعية تحفيظ القرآن الكريم في جدة وكان رئيسها الشيخ أحمد صلاح جمجوم ونائب الرئيس الشيخ محمد باحارث -رحمهما الله- فلقد كان مسجد الاندلس حينها قريبا من مسجد الجمجوم ودعاني الشيخ أحمد جمجوم في الانضمام إلى الجمعية وقد كانت هذه بدايات العمل الاداري القرآني فمن هناك انضممت كمشرف على بعض الحلقات في الجمعية كنت أقوم بزيارة هذه الحلقات وأقوم برفع تقارير للإدارة عن أداء الطلبة والمعلمين في هذه الحلقات بعد ذلك اقترحت عليهم أن ننشئ إدارة للجمعية لأنها كانت تدار من مكتب الرئيس ونائبه فوافق جمجوم ثم أخذت السكن الموجود بمسجد الأندلس وجعلته مقرا للإدارة وبدأت بمخاطبة الجهات المسؤولة خاطبت الأمير ماجد بن عبدالعزيز -رحمه الله- وعرضت عليه الرئاسة الفخرية للجمعية فوافق وأقمت حفلا سنويا للجمعية لأول مرة على مستوى جدة وبدأت أكتب في الصحافة وبعدها جاء كثير من التجار فاوقفوا عمائر وبدا يصبح للجمعية أوقافا خيرية تعتمد عليها في مواردها المالية، كما أنني جعلت سكني المخصص في مسجد الشعيبي عندما انتقلت لإمامة الجامع مقرا للجمعية ايضا. فبعد ذلك انطلقت الجمعية واستمرت في تميزها الملحوظ مما يجعلني اشكر الله عز وجل الذي جعل لي مساهمة في تأسيس ادارة هذه الجمعية. وقال انتقلت بعد ذلك إلى هيئة الإغاثة بعد أن طلبني الدكتور فريد قرشي وقال لي لدينا مخيمات اللاجئين خارج المملكة نريد أن ننشئ فيها حلقات لتحفيظ القرآن الكريم لأن نفسيات هؤلاء الاشخاص محطمة نتيجة ما يتعرضون له من كوارث وحروب وغيرها فبدأت أركز على اللاجئين في العالم الإسلامي من خلال لجنة تم تكوينها داخل هيئة الاغاثة فبفضل من الله عز وجل توسع هذا العمل إلى أن تمخض عنه انشاء الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم، فبعد أن وصل عدد طلاب حلقات تحفيظ القرآن الكريم إلى 100 الف رفعت خطابا إلى رابطة العالم الإسلامي موجهة لأمين عام الرابطة معالي الدكتور عبدالمحسن التركي الذي رحب بالفكرة وعرض على المجلس التأسيسي الذي يترأسه سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مفتي عام المملكة انشاء الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم والذي وافق مباشرة، وهذه هي الهيئة قد أمضت 13 عاما من عمرها وخرجت أكثر من 45 الف حافظ وحافظة وتعمل في 65 دولة على مستوى العالم فكل ذلك بفضل الله عز وجل وفضل ولاة الأمر في المملكة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز والنائب الثاني لمجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز وأمراء المناطق خاصة أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل ومحافظ جدة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد. فالهيئة العالمية كيان عظيم يرفع اسم المملكة عاليا في مختلف دول العالم ويجعل حفظة كتاب الله تعالى يشعرون بالامتنان والإكرام لهذه الدولة المباركة لأن أعظم جوائزنا للحفظة والمتميزين هي استضافتهم لأداء الحج والعمرة وزيارة مسجد النبي عليه السلام وهذه أمنية جميع المسلمين أن يشاهدوا الكعبة ويعتمروا ويزوروا مسجد الرسول وهذا ولله الحمد يتحقق كل يوم من خلال الحفلات والجوائز التي نقيمها في الهيئة. منعه من دخول فرنسا وقال أنا منذ عشرين عاما وأنا اشارك في فرنسا وأنادي الشباب البعد عن التطرف والعنف وشغل اوقاتهم بتعلم القرآن وتعلم العلوم النافعة لأن فرنسا فتحت لكم أبوابها وحفظت لكم حقوقكم لذا يجب عليكم أن تعاملوهم كما عاملوكم فليس جزاء الاحسان إلا الاحسان فالحمد لله مواقفي جميعا إيجابية خلال الاعوام الماضية وكانت مقبولة لدى جميع المسؤولين هناك، لكن كان هناك قضية سياسية استغلت استغلالا غير مناسب بجانب التفجيرات التي حدثت في فرنسا فاليمين المتطرف في فرنسا ضغط على الحكومة بان تصدر قرارات فكان المؤتمر الإسلامي هو أقرب مناسبة بعد الحدث وكنت أنا من أبرز المشاركين في هذا المؤتمر إضافة إلى بعض الدعاة. وسمعت ان سبب المنع انني حرصت على ضرب الزوجات في احدى المحاضرات التي القيتها في فرنسا فعندما عدت إلى المحاضرة وجدت أنني استندت في حديثي على الآية الكريمة «وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا» فانا ذكرت الاية الكريمة كشبهة من الشبهات التي تثار وأن الإسلام سمح بضرب المراة ولقد فسرت الاية الكريمة والضرب أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يضرب وقال لا يضرب خياركم، وإذا ضرب الانسان يكون بعود السواك شيء رمزي وقلت حينها ان الضرب في حكم الموقوف فالكلام الذي ذكرته عكس الذي فسر، فإخواننا في الاتحاد الإسلامي هناك أبدوا استعدادهم للتواصل مع المسؤولين هناك وازالة هذا اللبس، فانا أشيد بفرنسا وحكومتها فمواقفها مع المسلمين تشكر عليها ولعل أبرزها وقفتها مع الشعوب المسلمة المضطهدة في سوريا وليبيا وتونس وغيرها، وكذلك سماحها للمسلمين ببناء المساجد والمراكز الاسلامية والكليات والمعاهد الاسلامية، واقامة المؤتمرات الاسلامية الكبرى، فالايجابيات كثيرة للمسلمين في فرنسا لعل ابرزها وجود المساجد وغيرها من المراكز الإسلامية وإذا منعت من فرنسا فهناك غيري الكثير من العلماء والدعاة يزورون فرنسا ويوصلون رسالة الاسلام المعتدلة. إمامة الحرمين الشريفين كما ذكر أنه يتمنى أن يكون إمام أحد الحرمين قائلا: كل إمام وحافظ يتمنى ويطمح أن يكون إماما في أحد الحرمين فهذا شرف فالحرمان لهما هيبة لا أدري هل أستطيع تحملها أم لا لكنها أمنيه أتمناها فما أكرمني ربي به في هيئة تحفيظ القرآن شرف لي في خدمة القرآن الكريم والمسلمين. المزيد من الصور :