قتل ابن عمه,قدم إليه ـ رحمه الله ـ في أول يوم من عيد الأضحى,عيد الله تعالى , كنوع من صلة الرحم ,يشرب قهوة سعودية عربية,يتحدث مع الأهل عن مشاكل الحياه و همومها , وإذ كان فرجه هو قتله بأنامل غادرة طاعنة لقرابةٍ و لحمٍ و دمٍ ,قام بإقناعه بخروجهم من المنزل بحجة تنزههم في البر "لغاية في نفس يعقوب",وإذ به و أخاه يختلون به في وسط الصحراء مصوبين تجاهه سلاحا باردةً رصاصاته ,يختلون بابن عمهم الذي تربى معهم و بينهم, يختلون بابن عمهم اليتيم الذي ما بقي له غيرهم في هذه الدنيا بعدما سلبته أمه و أباه و إخوته ,يختلون بابن عمهم الذي ما ارتكب ذنباً فادحاً يُقتل عليه إلا لانضمامه إلى السلك العسكري و دفاعه عن وطنه ,فيا ويل قاتل اليتيم من الله , فوالله له الويل الأعظم ,"تكفى يا سعد"هي الجملة الوحيدة التي قالها المغدور به قبل وفاته بلحظات وسط الرمال,"تكفى يا سعد"هي رجاء من إنسان ليس بدارٍ عما حصل وما سيحصل,ما استطاع التمييز ما بين واقعه من حلمه في تلك اللحظة,يرجو بها ابن عمه القاصر و الذي لا يمت للرجولة بشيء بأن يرجع عن قراره و ايماءاته الجسدية والتصرف المهين للدين و البريء من الشفقه و من اي رحمة على ابن عم بمقام أخ كبيرعاش وسطهم, "تكفى يا سعد" هي كلمات قامت بذرف دموعي غصباً عن إرادتي, و أنا الغريبة عنهم قرابةً و صلةً و شعباً, تخيلت عند مشاهدتي لذلك المقطع من الفيديو بأنه يقولها لي بالتحديد والتي عجزت يداي بدورها عن القيام بأي تصرف كاد بأن ينجيه من هذا الجرم, لكن للأسف,كان قد فات الأوان وانتهت حُقبته بعمر الصبا ظلما و بهتاناً . ما الذي أصابنا يا اخوان؟ما الذي أصابنا يا عرب؟أين الاسلام منا؟ أين الرحمه و العطف من قلوبنا؟ لماذا تجردنا من الانسانيه ؟أين طيبة القلب التي لطاما تغنينا بها على مواقع التواصل او عند وصف أنفسنا و مدحها؟ أين قلوبكم ؟أين ذهبت عقولكم يا بشر؟فقد بتّ لا أفقه شيئاً عن مكاني ولا عن زماني,أصبحت أرى نفسي فكراً خاطئاً في مجتمع صائب, حينما أعطف على طفل غريباً عني وكأنه من صلبي أنا ,أداعبه و أركض معه ذهاباً و ايابا في ممرات المجمعات التجارية, حينما أساعد رجلا كبيراُ في السن في حمل أكياس ثقيلة على كاهليه, حينما أظهر طيبتي المزروعه في كياني كله و أسامح الجميع حتى من تسبب لي بجرح عميق في يوم من الايام وكأنني تعرفت اليه اليوم, عندما لا أحفظ الضغينه لأي كان,حينما أبتسم في وجه أبي و أمي و أولاد عمي و عمومتي في كل يوم ألقاهم به, و أشاهد في المقابل هجوماً طاغياُ على أسلوب حياة اتخذته من كثير من الناس كاد أن يكتسح مفاصلي من شدته محاولة منهم لفعلي العكس و اقتباس دور الخبيثة القوية القاسية صاحبة المصالح الأولى لأستمر في هذه الحياة ,فإنني للأسف أكون حقاً خُلقت في مجتمع الحق و الصواب المزيّف المتعلق باللحى الطويلة و أثواب الجاهلية والعادات الظالمة وقتل المسلم للمسلم وقسوة القلب و عدم التصالح مع الذات. راقبوا أبنائكم و بناتكم ,والحظوا الاشارات التي من الممكن بأن توصلهم الى مرحلة التكفير و اللا منطق واللا ضمير بعنوان الدين الحنيف, احذروا من ترك لهم زمام الأمور بحجة " طفل ,حرام خلّه " فالكبار في السن و البالغين الراشدين تُغسل دماغهم من دون شعور لتقتل و تجرم و تبيح المنكر و تحرّم الحلال على الناس, من ثم ترتكب أبشع صور الجرائم و التعذيب كما نشاهد من وراء شاشات التلفاز,فالكثير من هؤلاء من تورطوا وهم أطفالا من وراء شاشات الحاسوب ليصل بهم المطاف الى التمرد و بشاعة المنظر والخلق والقلوب, فما بالكم أطفالكم ,فهم مثل قماشة بيضاء صافية تمتص كل ما يسكب عليها من مُصبّغات و سموم فكرية و مبادئ و أساسات خاطئة وخالية من الصحة,لا تنشؤوا في بيوتكم قنابل موقوتة مستعدة للانفجار وسط أحضانكم في أي لحظة, فيصبح حالكم حاله ,واني لأتمنى من الحكومات العربيه بزيادة الدُّور التربوية ومراكز التوعية المختصة للأطفال و الشباب بهذه المواضيع بالذات وطرق الوقاية من استدراج أصحاب الشأن اليهم حتى ولو قدمت لهم جميع ما يمكن بها اغراء النفس البشريه منا من مال و جاه وحور عين ,وطرح أساليب حفظ الفكر من هذا السرطان, ’وتعليمهم الفرق ما بين الدين الصحيح و الملفّق,فاني أعوذ بالله من آخر دنيا لا يعلم بها غير الله عز وجل,الرحمن و الرحيم بهذه الأمة الجاهلة ,التي تركت كل من على الأرض لتحارب وتقاتل بعضها البعض,فتكفون يا ظُلاّم الاسلام, وتَكفون يا ظلام الانسانية و البشرية معاً . فرح ابراهيم العبدالات