القاهرة: الخليج، وام قرر وزراء الإعلام العرب في ختام اجتماع دورتهم الـ47 التي عقدت أمس الأربعاء، بمقر الجامعة العربية برئاسة البحرين، وضع خطة للتحرك الإعلامي العربي في الخارج تهدف للتصدي للحملة المعادية، وتصحيح الصور النمطية التي تروج لها بعض وسائل الإعلام الخارجية عن العرب والمسلمين، كما قرروا إعلان القدس عاصمة الإعلام العربي، ووضع خريطة طريق عربية إعلامية لتنفيذ أجندة التنمية المستدامة 2030 تهدف إلى مساهمة الإعلام لقضايا التنمية المستدامة. وأكد الدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر وزير دولة، رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للإعلام، أن الإعلام الإماراتي يقوم بدور فاعل وحيوي لمكافحة التطرف والإرهاب تماشياً مع توجيهات القيادة ورؤيتها لأهمية دور الإعلام في مجال مواجهة العنف والكراهية. جاء ذلك خلال ترؤسه وفد الدولة المشارك في الاجتماع. وقال الجابر، في كلمة دولة الإمارات الافتتاحية للاجتماع بصفتها رئيسة الدورة الـ46 للمجلس، إن الظروف التي يمر بها العالم العربي تؤكد ضرورة استمرار التركيز على المحور الفكري الذي تقدمت به دولة الإمارات، واعتمده المجلس حول دور الإعلام في نشر قيم التسامح، ومكافحة التطرف، وتفعيل العمل الإعلامي، من أجل إبراز قيم التسامح والعيش المشترك التي تعكس المضمون الفكري والإنساني للحضارة البشرية، وتشكل العلاج الأمثل في مواجهة التطرف والإرهاب. وتناول رؤية دولة الإمارات لدور الإعلام وتوجيهات القيادة التي تؤكد على أهمية وسائل الإعلام في تعزيز وترسيخ الأفكار الإيجابية في المجتمع ونبذ الأفكار الهدامة التي تحض على العنصرية والكراهية. كما استعرض المبادرات التي أطلقتها دولة الإمارات بهذا الصدد، ومنها تأسيس مجلس حكماء المسلمين الذي يركز على تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، وعلى إبراز الوجه الحضاري للدين الإسلامي الحنيف، وإطلاق مركز صواب لتسليط الضوء على الممارسات الشاذة التي تشوه الإسلام وإظهار جوهره النقي، وأبعاده الإنسانية السمحاء، وتأسيس مركز هداية كمؤسسة للحوار والتعاون في مجال مكافحة التطرف بمظاهره وأشكاله كافة . وأكد الجابر ضرورة تكثيف التعاون وتضافر الجهود للقضاء على محاولات تشويه الحضارة العربية والإسلامية، والتصدي للتطرف والإرهاب واجتثاث جذوره الفكرية. ودعا إلى توسيع نطاق ميثاق الشرف الإعلامي العربي، ليشمل الإعلام الإلكتروني، ووسائل التواصل الاجتماعي، لافتاً إلى أن هذه الخطوة ستسهم في تحصين المجتمعات العربية ضد التطرف والإرهاب. وأشار الجابر إلى أهمية تعزيز التنسيق بين الدول العربية ليقوم الإعلام بدور فاعل في تسليط الضوء على القضايا التي تشهدها الساحة، بما في ذلك إيضاح الجهود الكبيرة التي يبذلها التحالف العربي في مكافحة الإرهاب في اليمن، ونجاحاته الأخيرة في مواجهة تنظيم القاعدة، علاوة على الوقوف إلى جانب الأشقاء في السعودية، ودعم جهودهم في تأمين استضافة حجاج بيت الله الحرام بعيداً عن أي أبعاد سياسية. من جانبه، أعلن وزير الإعلام البحريني علي الرميحي رئيس الدورة الحالية للمجلس، في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بالجامعة، السفيرة هيفاء أبو غزالة، أن المجلس أقر أيضاً التوصيات الخاصة بالتصدي لظاهرة الإرهاب بهدف تضافر الجهود الإعلامية للدول الأعضاء لمواجهة الإرهاب الذي بات خطراً يهدد استقرار وأمن المنطقة والعالم والإسهام بقوة في تجديد المضامين الإعلامية في ما يخص مواجهة الإرهاب. وأقر المجلس المحور الفكري للدورة الحالية، الذي تقدمت به مصر تحت عنوان مكانة الإعلام الاجتماعي في بنية الهيئات الإذاعية والتلفزيونية العربية في ظل الوضع الاتصالي الالكتروني الحالي. وأشار إلى أنه من بين الموضوعات الجديدة التي طرحت على جدول أعمال المجلس الإعلام وأجندة التنمية المستدامة الذي يهدف إلى تبني وضع خريطة طريق عربية إعلامية لتنفيذ اجندة التنمية المستدامة 2030 التي تنطلق من أهدافها السبعة عشر وتهدف إلى مساهمة الإعلام في قضايا التنمية المستدامة. وقال الرميحي إن المجلس أقر أيضاً تخصيص جائزة التميز الإعلامي لعامي 2016 2017- للاحتفال بالإذاعة باعتبارها الوسيلة الإعلامية الثانية بعد الصحافة. وأضاف أنه تم اعتماد تقرير فريق الخبراء العرب بشأن الاجراءات المتخذة للتعامل مع القنوات المسيئة لبعض الدول العربية، لافتاً في هذا الاطار إلى أنه على الدولة التي تعاني مثل هذه القنوات أن توجه طلباً إلى اللجنة المعنية للنظر في اتخاذ إجراءات ضد هذه القنوات المسيئة. وردا على سؤال بشأن التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لبعض الدول العربية، هاجم وزير الإعلام البحريني، إيران وتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية، مطالباً بضرورة تضافر الجهود الإعلامية في مواجهة هذه التدخلات، كاشفاً في الوقت ذاته عن استخدام إيران لإحدى شعارات القنوات الخاصة في اليمن، ووجود أدلة على مستخدمي هذه القناة. وكان الرميحي دعا في كلمته إلى تفعيل الاستراتيجية الإعلامية العربية لمكافحة الإرهاب وتطوير دور الإعلام في مواجهة هذه الآفة الخطرة، والالتزام بنشر القيم الإنسانية والوسطية والتسامح والتعايش السلمي. بدوره، شدد الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي على أن الأحداث التي تشهدها المنطقة تحتم على وسائل الإعلام العربية التمسك بالمهنية والموضوعية والمصداقية والحيادية التامة، ومراعاة الفرق بين حرية التعبير والمساس بالأديان والمقدسات والتعرض للأمن القومي وسلامة الدول. ونبه العربي إلى أن تفشي ظاهرة الإرهاب أصبح أحد أبرز التحديات التي تواجه الدول العربية، وتهدد الأمن القومي وسلامة أراضيها وشعوبها، مؤكداً أن ضربات الإرهاب المتلاحقة التي أصابت عدداً كبيراً من دول العالم تتطلب تعزيز العمل العربي المشترك لمواجهة ومكافحة لاقتلاع هذه الظاهرة من جذورها. وأكد العربي أنه على الرغم من تزايد التحديات التي تواجه الأمة العربية على مدار السنوات الماضية، إلا أن القضية الفلسطينية ستظل دائماً القضية المركزية لجميع الحكومات والشعوب. واقترحت صفاء حجازي رئيسة اتحاد الإذاعة والتلفزيون ورئيس المكتب التنفيذي للمجلس، تبني المجلس عقد مؤتمر عربي برعاية الجامعة يضم خبراء عرب لوضع تصور لاستراتيجية عربية تواجه الفكر المتطرف. مجلس وزراء الإعلام العرب يكرم صحفية إماراتية كرم مجلس وزراء الإعلام العرب أمس الأربعاء الصحفية الإماراتية ليلى الخليفة وذلك ضمن الاحتفالات التي تقيمها الأمانة العامة للجامعة العربية بيوم الإعلام العربي للمرة الأولى على هامش الدورة السابعة والأربعين لمجلس وزراء الإعلام العرب التي انطلقت أمس بمقر الأمانة العامة. تسلم التكريم نيابة عنها محمد جلال الريسي نائب المدير التنفيذي لوكالة أنباء الإمارات. يأتي التكريم في مجال التحقيق الاستقصائي في تحقيق بعنوان الشباب وقود حروب الإرهاب. (وام)