×
محافظة حائل

توتر في القدس وصحيفة إسرائيلية تتوقع «انتفاضة ثالثة»

صورة الخبر

إلقاء بعض الضوء على خفايا وأسرار احتياطي بترول فنزويلا يكشف لنا بعض الغموض والتناقضات التي تبدو لنا ظاهرياً أنها تحيط بتقديرات احتياطيات البترول (الذهب الأسود) الكلية الموجودة في باطن الأرض، وبالتالي تقديرات مقدار الاحتياطيات النهائية التي يمكن للإنسان أن يكتشفها ويستخرجها ويستهلكها في المستقبل إلى -إن شاء الله- أن يرث الله الأرض ومن عليها. منذ البداية يجب أن نعرف -وفقاً للمبادئ الأولية لنظرية الموارد الناضبة- أن البترول كمورد ناضب لا يعني بأي حال من الأحوال أنه سيأتي يوم نستخرج فيه آخر قطرة في حقل الغوّار (كمثال لجميع حقول البترول في شتى أنحاء المعمورة) وإنما كل الذي سيحدث هو فقط بأنه باستمرار استخراج البترول من حقل معيّن ستنتهي بمرور الزمن الكمية السهلة وستبدأ ترتفع تدريجيا تكاليف استخراج المتبقي منه فيبدأ الإنسان بمغادرة استخراج البترول من حقول المنطقة التي ارتفعت تكاليف استخراج المتبقي من بترولها وينتقل إلى حقول منطقة أخرى كانت تكاليف استخراج بترولها عالية نسبيا وأصبحت الآن بعد نضوب البترول الرخيص (السهل) وارتفاع أسعار البترول قابلة للاستخراج تجاريا. الكلام أعلاه يعني ضمنيا أن أسعار الموارد الناضبة -مع بقاء العوامل الأخرى ثابتة- سترتفع تلقائيا باستمرار (رغم تذبذبها ارتفاعا وانخفاضا في المدى القصير) وبالتالي سيأتي الوقت الذي يصبح جميع أنواع البترول غير التقليدي (الثقيل جدا، والصخري، والرملي، والمياه العميقة، والقطبين، والاصطناعي) المرتفع التكاليف الذي كان مستبعدا احتسابه ضمن الاحتياطيات المؤكدة إلى ان يصبح متاحا تجاريا للاستخراج فيحل محل البترول التقليدي الذي ارتفعت تكاليف استخراجه بالاستنزاف فأصبح غير تجاري (وهذا يسمى النضوب الاقتصادي كما عرّفته أنا في مقالاتي السابقة في هذه الزاوية). قبل أن أستطرد يجب أن أنوّه أن هذا الكلام ليس بجديد أو وليد اليوم بل إنني أنقله بتصرف خفيف من مقدمة رسالتي للدكتوراه قبل سبعة وعشرين سنة (شهر مارس عام 1988). نعود الآن لموضوعنا الرئيس وهو فك لغز كيف قفز احتياطي بترول فنزويلا المؤكد فجأة عام 2010 من 77.68 مليار برميل الى 300 مليار برميل (أكبر احتياطي بترول مؤكّد في العالم) ورغم ذلك بدأ إنتاج بترول فنزويلا في نفس العام 2010 ينخفض تدريجيا من 3.22 ملايين برميل في اليوم إلى أن أصبح الآن حوالي 2.5 مليون برميل فقط في اليوم. هذا التناقض الواضح وهو كيف أن زيادة احتياطي البترول الفنزويلي إلى أكبر احتياطي في العالم ترافق مع انخفاض إنتاج بترول فنزويلا إلى أن أصبح ترتيب إنتاجها الثالث في أمريكا الجنوبية بعد البرازيل والمكسيك رغم أن احتياطيات البرازيل والمكسيك قطرة في بحر احتياطي فنزويلا حيث إن احتياطي البرازيل هو فقط 16.2 مليار برميل (5.4% من احتياطي فنزويلا) واحتياطي المكسيك هو فقط 11.1 مليار برميل (3.7% من احتياطي فنزويلا). التقارير الغربية عن فنزويلا (على سبيل المثال: تقرير إدارة الطاقة الأميركية EIA الصادر في 20/ 6/ 2014) تقول إن السبب في تدهور صناعة البترول الفنزويلي يرجع إلى سوء سياسة الحكومة الحالية التي تسير على خطى سياسة الرئيس السابق Hugo Chavez الذي بدأ بعد انتخابه عام 1999 برفع معدلات الضريبة وعوائد الريع على شركات البترول الأجنبية وزيادة نسبة ملكية شركة البترول الفنزويلية فتفاقمت الخلافات مع شركات البترول الأجنبية وأعاق استثماراتها. لكن القشّة التي قصمت ظهر صناعة البترول الفنزويلية هي عندما خرج موظف، شركة البترول الوطنية الفنزويلية عام 2002 في مظاهرة لإسقاط الرئيس شافيز مما أدى إلى توقف إنتاج البترول وتم طرد 18 ألف عامل من موظفي الشركة الوطنية الفنزويلية وعدم إعادتهم إلى العمل مرة أخرى. المزيد من الضوء -إن شاء الله- الأحد القادم.