عبرت أم كانت قد توقفت عن تناول دواء اكتئاب ما بعد الولادة عن "أسفها الأبدي" بعد قيامها بقتل طفليها. وكانت فيليشيا بوتس البالغة 35 عاما قلقة من الآثار الجانبية لمضادات الاكتئاب وأصبحت موهومة بشكل متزايد عندما قامت بخنق ابنها ماسون الذي لم يتجاوز العشرة أسابيع وليلي سكاي التي كان عمرها 14 شهرا. وقد اكتشف جيفري والد الطفلين جثتيهما بجانب بعضهما في منزل الأسرة بمنطقة واندزورث جنوب غرب لندن في مايو/أيار الماضي. وقد أُبلغت المحكمة المركزية الجنائية في لندن أن الطفلين كانا ممدان بجانب ملاحظة للأم تساءلت فيها متعجبة كيف أمكنها قتل طفليها وعبرت عن رغبتها في قتل نفسها. ولم تستطع الأم كبح نحيبها عندما اعترفت بجريمتي القتل غير العمد بمقتضى المسؤولية المنقوصة بموجب القانون. فما كان من محامي الادعاء إلا أن وافق على إسقاط تهمتي القتل فيما اعتبرها "حالة مأساوية واضحة". وقالت السيدة بوتس في إفادتها "يوم التاسع من مايو 2012 سيكون اليوم الذي أندم فيه إلى الأبد. وما كان ينبغي أن يحدث ما حدث ويؤرقني أسى أعمق من أي شخص آخر لأن قطعة مني ستكون مفقودة دائما. لكني أم صالحة ولم أقصد أبدا أن يحدث هذا". ووصفها القاضي بأنها أم حنونة وكانت تعيش علاقة سعيدة لكن ملكة التمييز عندها "تعطلت ببساطة". وقال إن عقوبة السجن لم تكن ملائمة لأن الحالة كانت النقيض تماما "للحوادث المروعة للإهمال والقسوة مع الأطفال التي ترد للمحاكم في بعض الأحيان". وأمر القاضي بأن تُحتجز في وحدة صحة نفسية آمنة لكنه لم يفرض أمر تقييد، وهو ما يعني أنه يمكن إطلاق سراحها في أقرب وقت ممكن بمجرد تحسن حالتها. وسعى إلى تأكيدات من طبيبها النفسي بأنها ستحصل على الدعم المطلوب إذا ما رُزقت بأطفال في المستقبل. ويشار إلى أنه كان هناك تاريخ اكتئاب في محيط الأسرة وقد عانت السيدة بوتس حالتي اكتئاب في السابق بعد فشل زواجها الأول وبعد ولادة ابنتها ليلي. وكانت من أسرة متدينة وقال أصدقاؤها إنها كانت "منهارة نفسيا" بعد فسخ الزواج الأول وتأثرت أيضا بانتحار أخيها قبل خمس سنوات. وكانت تعاني من اكتئاب حاد بعد ولادة ابنتها العام الماضي لكنها توقفت عن تناول دوائها عندما حملت في ابنها ماسون. وبعد ولادته في فبراير/شباط وصفت لها مجددا مضادات الاكتئاب لكنها توقفت عن تناولها لأنها كانت تخشى آثارها الجانبية على الرضاعة الطبيعية رغم تأكيدات طبيبها بعدم وجود أي ضرر. وأسرت إلى زوجها بأنها لم تكن على ما يرام لكنها لم تخبره أنها توقفت عن تناول الدواء. وأقنعت نفسها بأن أطفالها سيُنتزعون منها. وعاد الزوج إلى البيت مساء يوم التاسع من مايو/أيار ليجدها جالسة على الدرج معانقة لنفسها. وقال زوجها إنها قالت له ألا يصعد للطابق العلوي لكنه تخطاها ووجد طفليه جثتين هامدتين على أرضية حجرة خزانة الملابس. وقالت السيدة بوتس -التي يُعتقد أنها استخدمت رباط عنق زوجها لقتل الطفلين- فيما بعد إن القتل حدث الساعة الثانية بعد الظهر. وكان على عنقها آثار مما يوحي بأنها حاولت الانتحار. وقد استنتجت تقارير لثلاثة أطباء نفسيين أنها كانت تعاني من مرض الاكتئاب الذي ضاءل مسؤوليتها. وسجل أحد التقارير أنها "عرفت ما قد فعلته لكنها لم تفهم سبب فعلتها".