×
محافظة المنطقة الشرقية

آل الشيخ يشيد بجهود رجال الأمن في ملاحقة الإرهابيين

صورة الخبر

تركت الأحداث السياسية في الوطن العربي خلال السنوات الخمس الماضية آثاراً إيجابية في منحنى الثقافة العربية السائدة، ذلك أنها حركت العديد من الأسئلة، على جبهات ثقافية وفنية وفكرية متنوعة، في الشعر والرواية والمسرح والدراسات الفكرية والبحثية. وإذا كانت هذه الأسئلة على تدرجها في الأهمية، لم تحدث أثراً بالغاً في تغيير آليات التفكير عند المثقف العربي، حتى اللحظة، لاسيما أن التعاطي معها، قد بدا خجولاً مرة، ومنفعلاً مرة أخرى، وسلبياً في أحيان كثيرة، إلا أن مؤشرات التعاطي معها إيجابياً في المستقبل القريب، واردة لجهة تفكيك وإعادة بناء النتائج التي آلت إليها أحوال الثقافة العربية، وارتكاساتها المرة، على صعيد عدم قدرتها على تبني مشروع تنويري عربي، يخفض من منسوب الأفكار المتشددة والمتطرفة. باستدعاء التاريخ الأوروبي، تحديداً في أواخر القرن الثامن عشر وبدايات التاسع عشر، نجد أننا كعرب، لم نستفد من تلك التأثيرات الإيجابية، في مشروع النهضة الأوروبية الحديثة، التي أطلقت العنان للمفكرين والأدباء والشعراء، بمثل ما أطلقته للثورات العلمية والفلسفية، وهو الذي وفر مناخات لهؤلاء العلماء والمفكرين أثرت في آليات التفكير السائدة في تلك المجتمعات التي رسخت أركان العلم، وكل وسائل وسبل التفكير العقلاني، فأوصل الغرب إلى ما هو فيه من تنمية وحداثة وتقدم، هذه النهضة تدين لهؤلاء المفكرين والعلماء بالشيء الكثير، وهو الذي أشار إليه المفكر العربي السوري هاشم صالح في كتابه (الانسداد التاريخي.. لماذا فشل مشروع التنوير في العالم العربي؟)، في حين ظل الوطن العربي، رهيناً لسلطة المتحجرين والمتزمتين، والأمر يعود أيضاً إلى فشل (المثقف العربي)، و(العالم العربي)، وأيضاً (المفكر العربي) الذي بدا متأخراً عن الفعل، والتأثير في الرأي العام، وهو ما يفسر عدم انتشار الأفكار العلمية والفلسفية في أوساط الشعب، والجيل الشاب، وكذلك النخبة العربية المثقفة سواء بسواء، الذين ارتهنوا جميعاً لسلطة عناصر متخلفة تعود إلى الماضي، بعد أن أقفلت سبل التنوير والجدل والمقارنة والتحليل. وبمقارنة بسيطة، فقد عاش الغرب، فترات تنوير حقيقية، تبنى خلالها مجمل الآراء الحرة المبدعة ودعمها، في مقابل إجهاض كل أشكال التيارات العقلانية في الوطن العربي، مع ما رافق ذلك من ضيق عقل المتحجرين، وتمكينهم، بل استثمارهم في مشاريع بناء الدول، وتثبيت أركان الحكم العربية في ما بعد. نعم، بدأت نجاحات النهضة الأوروبية بفعل الكثير من الإصلاحات الفكرية والفلسفية، فيما وقف الجمود العربي، وانحسر تأثير الثقافة في الوطن العربي، تماماً كذلك الذي حدث في بعض لحظات التاريخ، من الوقوف في وجه الأفكار المبدعة، واتهام أصحابها بالزندقة والهرطقة والتخوين، وهو الذي يضيء على فشل سياسات التحديث التي حالت دون توافر أية معطيات لقيام دولة عربية ديمقراطية، ينخرط الجميع فيها، شعباً ومثقفين ونخبة وعلماء، في بناء وتأسيس بوابات عربية للتنوير والنهضة، التي تكفل حق الجميع في إبداء الرأي والمشورة والتعبير. Ohasan005@yahoo.com