بعد أزيد من ثلاثة أشهر على مصرعه، إثر إطلاقه النار في مدينة سوسة الساحلية وقتله لـ38 سائحًا أجنبيًا، دُفن اليوم في مدينة قعفور بولاية سليانة (الشمال الغربي لتونس)، الجهادي سيف الدين الرزقي. ولم يتم شرح أساب هذا التأخر في دفن جثة المتسبب بأكبر عملية إرهابية في تونس منذ الثورة، إذ مكثت جثة سيف الدين في أحد مستشفيات العاصمة منذ نهاية يونيو/حزيران، غير أن مصدرًا أمنيًا عزا ذلك إلى اختبارات الطب الشرعي الذي استغرقت وقتًا طويلًا. وخلافًا للتقاليد الإسلامية، لم تشهد عملية دفن جثة الرزقي إقامة شعائر صلاة الجنازة، كما لم يحضر مراسيم الدفن التي أشرفت عليها عناصر من وزارة الداخلية إلّا عدد قليل للغاية من أفراد أسرته، وذلك في ظل إجراءات أمنية جد صارمة. وكان سيف الدين الرزقي يبلغ من العمر لحظة مصرعه على أيدي رجال الأمن بعدما حاول الفرار، 23 سنة. وقد كان يدرس في سلك الماجستير المهني في الهندسة الكهربائية بمدينة القيروان، غير أنه تقرّب في العام الأخير من حياته من التنظيمات الإرهابية التي أوحت له بتنفيذ عملية سوسة الدامية.