×
محافظة حائل

36 امرأة في انتخابات حائل

صورة الخبر

لم يستغرق ظهورها في الفيلم الإعلاني سوى ثانيتين من 30 ثانية ظهر فيها العديد من المشاركين، أحدهم ملاكم رياضة وآخر في سن متقدمة وآخر يلبس جوارب مع صندل، وغيرهم. لكن ماريا الإدريسي هي التي شدت الانتباه، وتناولت وسائل الإعلام صورتها وقصتها بإسهاب. السبب أنها أول فتاة محجبة تظهر في حملة إعلانية بعد أن اختارتها سلسلة محلات «إتش آند إم» السويدية ضمن مجموعة من المشاركين الذي يمثلون ثقافات وأعمارا وأهواء مختلفة، على أساس أن الموضة «لا تعترف بقواعد محددة» أو صورة نمطية، في ما يعتبر بادرة غير مسبوقة. تظهر ماريا الإدريسي، وهي من أصل مغربي تبلغ من العمر 23 عاما، بمعطف طويل وأزياء أخرى تعبر عن ثقافتها بأسلوب أنيق وخاص في الوقت ذاته. وربما تعمد المسؤولون عن متاجر «إتش آند إم» رد الفعل هذا، لأنه أكبر دعاية لهم، لكنهم في الوقت ذاته كانوا ينطلقون من نقطة أساسية تدخل ضمن استراتيجيات الشركة منذ البداية، ألا وهي الديمقراطية في التعامل مع الموضة. تجسدت هذه الديمقراطية في السابق في تعاملها مع مصممين عالميين من أمثال كارل لاغرفيلد، ألبير إلبيز، ستيلا ماكارتني، وغيرهم، ممن طرحوا أزياء بتوقيعهم لكن بأسعار معقولة تخاطب العامة، كما تجسدت في تسليط الضوء على أن الموضة لا ترتبط بمقاس معين أو بشريحة واحدة، كما هو الحال هنا. بهذا الشأن علق الفرع الألماني للشركة على الإعلان بالقول: «نشعر بالفخر بإظهار جزء من التنوع الكبير من خلال هذا العمل المصور». تجدر الإشارة إلى أن الحجاب لا يزال يثير الكثير من الجدل في بعض البلدان الغربية، بين مؤيد ومعارض، لكنه في بعض البلدان الأخرى أصبح جزءا من نسيجها الثقافي، كما هو الحال بالنسبة لبريطانيا، وهو ما تعكسه المسلسلات التلفزيونية، التي بدأ بعضها يُظهره من خلال شخصيات إيجابية. وحتى في عالم الموضة، سبق لشركة «يونيكلو» اليابانية أن طرحت مجموعة من الملابس في لندن خاصة بالمحجبات، صممتها البريطانية المسلمة هناء تاجيما، التي أصبحت تصاميمها متاحة حاليا في بعض البلدان الآسيوية. كما أن مصممين كبارا غازلوا الفكرة من بعيد، وبطريقة فنية، في عروضهم من خلال طرح تصاميم أكثر احتشاما بأكمام طويلة وياقات عالية فضلا عن إكسسوارات مستوحاة من البرقع أحيانا والحجاب أحيانا أخرى. لكن الفرق هنا أن «إتش آند إم» تعاملت مع الأمر بصورة مباشرة وعضوية. فماريا الإدريسي تعيش في بريطانيا منذ زمن، وتمارس حياتها فيها بشكل طبيعي وباستقلالية بعيدة عن النمطية التي ارتبطت به على أنه «خضوع أعمى للتقاليد»، أو أنه «استعباد للمرأة يحرمها حقها في الاختيار والاستقلالية الفكرية». فهي كأي شابة في عمرها، لها حساب رسمي على إنستغرام، وافتتحت مؤخرا صالون تجميل متخصصا في الحناء والأظافر في لندن. عن تجربتها تقول إنها جاءت صدفة، واستغربت عندما اتصلت بها محلات «إتش آند إم» للمشاركة في الحملة الإعلانية، إلى حد أنها سألتهم «هل تعرفون أنني محجبة؟»، وكان الجواب أن هذا هو عز الطلب لأنهم يريدون فتاة محجبة. لم تتردد في القبول لأنها رأت في العرض فرصة ثمينة لإظهار الوجه الجميل للحجاب. غني عن القول أن المحلات السويدية حققت ضربة معلم، لأنها حصلت على تغطيات هائلة على وسائل التواصل الاجتماعي وفتحت ملفا شائكا، تحول فجأة إلى موضوع إيجابي يباركه الجميع. حتى عشاق الموضة الغربية بدأوا ينظرون إليه من زاوية جديدة تعبر عن خيار شخصي عوض الصورة النمطية القديمة بالخنوع والخضوع لإملاءات الغير.