تقدم الجيش العراقي وقوات «البيشمركة»، بدعم جوي من التحالف الدولي، نحو قرى بلدة الحويجة، جنوب غربي كركوك، وبدأ مقاتلون الاستعداد لاقتحام المدينة لدعم العشائر داخلها. وتمكنت القوات من السيطرة على القرى القريبة من ناحيتي الرشاد والرياض في محيط الحويجة وهما من أبرز معاقل «داعش» وتقعان بين كركوك وتكريت. وكانت المدينة طوال سنوات الاحتلال الأميركي معادية لجنوده، وخلال الاحتجاجات المناوئة للحكومة، نظمت فيها اعتصامات انتهت في 2013 باقتحام ساحة الاعتصام وقتل أكثر من 50 شخصاً من المحتجين. وتقع الحويجة على بعد 45 كيلومتراً جنوب غربي كركوك، وتشكل عشيرتا الجبور والعبيد المواليتان لـ «الحشد الشعبي» من أجل مهاجمة “داعش” غالبية في المدينة، إضافة إلى عشيرتَي البو حمدان والنعيم المواليتين لـ «البيشمركة». وعلى رغم تقدم القوات التي استبقت ساعة الصفر، مستغلة فشل «داعش» في الهجوم على شرق تكريت مساء الثلثاء، يرى مراقبون أن التنظيم ما زال قوياً داخل الحويجة وليس من السهولة كسره، ما لم يكن هناك تنسيق بين كل الأطراف المقاتلة. وتشارك في الهجوم، إضافة إلى «البيشمركة»، الشرطة المحلية وقوات «الحشد التركماني» ومدفعية منظمة «بدر» من جهة كركوك، ومن جهة صلاح الدين هناك فوج «أمية جبارة» وقوات من عمليات دجلة والشرطة الاتحادية. ويقول المختص في شؤون الجماعات المسلحة هشام الهاشمي لـ «الحياة» إن «داعش» كان يهاجم حقلي علاس وعجيل النفطيين شرق تكريت، لكن «عمليات شرق دجلة» والفرقة الخامسة تصدت للهجوم، ما دفع عناصره إلى الانسحاب نحو الحويجة وهي بؤرة صعبة ومناطق متعددة ليس من السهولة أن يتم حسم أمرها بسرعة، وستبقى هناك مناطق في خطر مثل حوض حمرين وشمال العلم وحقول علاس وعجيل». ويقول الشيخ خالد عبدالله جبارة، القيادي في «الحشد الشعبي» لـ ”الحياة” إن «مناطق شرق تكريت تخضع للجيش والحشد وهي على أهبة الاستعداد لاقتحام الحويجة لأنها تعد مركزاً وامتداداً لأقربائنا ويجب أن نكون معهم في هذا الظرف»، مضيفاً أن “المناطق التي أشار إليها الهاشمي تخضع لحالة طوارئ استعداداً لمواجهة أي هجوم».