في القول المأثور «الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها» دليل على أن الفتن متواجدة في المجتمعات وبنسب متفاوتة، لأن هذا القول لم يقل الفتنة مفقودة لعن الله من أوجدها! ولكن السؤال الذي يجب أن نسأله، هل الفتنة نائمة في وقتنا الحاضر وفيما نحن فيه وعلينا ان نلعن من يوقظها؟ نحن في العالم الاسلامي والعربي عامة والمجتمع الخليجي خاصة نمر بمرحلة خطيرة جدا خصوصا في هذا الوقت حيث الفتن (مصحصحة) ويحتاج كل مواطن غيور في دول الخليج العربي بالذات ان (يصحصح) اكثر وان يجعل الوطن وحمايته والدفاع عنه من أولوياته قولا وعملا. مسلسل الفتن الطائفية ابتدأت حلقاته مع بداية الثورة الايرانية 1979، مع بداية مسل (درب الزلق)! وأصبحنا في العالم الاسلامي نعاني من دروب ايران وانزلاقاتها عبر تدخلاتها السافرة، قبل تلك الثورة المشؤومة لم نسمع بالاختلافات المذهبية والمشاكل الطائفية بنفس الحدة، لعبت طهران على الطائفية وأججتها وأصبحنا نشاهد خلف الشاشات من الاخبار شبه اليومية، الاخوة من المذهبين السني والشيعي في هذه الدول، العراق واليمن والبحرين الاخ لم يعد يتعايش مع اخيه باسم المذهبية، ومن يعرف التركيبة السكانية بين هذه الدول الثلاث بالذات يستغرب كيف اصبحوا وكيف كانوا، كان يضرب بهم المثل في التعايش، حسبنا الله عليكم يا ملالي طهران ودروبكم المنزلقة!. من الامور التي يتوجب توضيحها هنا انه لا بد من التفريق بين ايران كدولة معادية وحزب الله وتصرفاتهم من جهة والمذهب الشيعي وأتباعه من جهة اخرى، وعدم تحميل الشرفاء من المواطنين الشيعة وزر السيد حسن وأسياده في طهران، حرصت على التوضيح حتى لا (يدرعم) احد ويردد ترديد (ببغاوي) إننا طائفيون بمجرد الحديث عن ايران وحزب الله؛ لانه بصراحة زاد الكيل وبلغ السيل الزبى. هل يعقل ان نجمع بين حب الوطن والاعجاب بإيران وحزب الله، وهما اللذان يهددان بلدنا ليل نهار؟؟. حب الوطن والوطنية ليست شعارات بل أفعال، ومن يدعي المواطنة وحبه للوطن وفي نفس الوقت نجد محبته وإعجابه بل وبوصلته وسفرياته لإيران ويعجب بحزب الله، لا يمكن ان يجتمع حب الوطن واعدائه في قلب اصيل! وكما هو معروف، صديق عدوك عدوك وايضا عدو عدوك صديقك وهذا بديهي ولا يحتاج (فتاكة)، وأكرر لا نشكك في وطنية احد ما لم يصدر ما يثبت العكس.