كشفت الامطار الغزيرة التي شهدتها الجبيل في الاسبوع الماضي عن رداءة وتدني مستوى الجودة في مشاريع البنية التحتية للمدينة لا سيما مع اختلاط الامطار بمياه الصرف الصحي ومداهمتها للمنازل في حيي الجوهرة وطيبة واحياء وسط الجبيل. ويؤكد انهيار الطبقات الاسفلتية في بعض الطرقات الرئيسية والشوارع غياب الرقابة والمتابعة للمشاريع التي يتم تنفيذها من قبل المقاولين كيفما اتفق. وفي هذا الاطار انتقد سعيد المالكي (من سكان حي طيبة) تدني مستوى الجودة في المشاريع البلدية وغياب الاشراف المباشر عند تنفيذها من قبل مهندسي الامانة - على حد قوله- مشيرا الى ان مياه الامطار داهمت المنازل في شارع ابي بكر الصديق وارتفع منسوبها في بعض المواقع لأكثر من متر. وقال: رغم الوضع داخل الحي لم تتدخل الجهات المعنية ممثلة في البلدية وفرع «المياه» لمدة تجاوزت اليومين الا بجهود متواضعة جدا حيث احضرت البلدية و«المياه» صهاريج قليلة لنزح المياه التي ارتفع منسوبها مع استمرار هطول الامطار، مشيرا الى تفاقم المشكلة في الحي بعد ان اختلطت الامطار بمياه الصرف الصحي ما ادى الى تشكل بحيرة كبيرة جدا تتجاوز مساحتها الكيلومتر مربع، لافتا الى ان التجمعات المائية ظلت داخل الحي لاكثر من ثلاثة ايام ما زاد من معاناة السكان والاهالي بعد ان اصبح عبور الطريق صعبا لارتفاع منسوب المياه. ويقول مطلق الدهمشي (من سكان حي الجوهرة): للأسف تشكلت في طرقات وشوارع الحي بحيرات عميقة لا نستطع عبورها مشيا على الاقدام ما ادى الى غرق بعض السيارات المتوقفة في الطريق بشكل كامل، حتى الوسائل التي استخدمتها بعض الجهات المعنية لنزح وشفط المياه كانت بلا فعالية بل فاقمت المشكلة حيث قامت فرق الشفط بنقل المياه من احدى البحيرات الكبيرة في داخل الحي الى منطقة غرب حي الجوهرة حيث قام العمالة بانشاء عقم ترابي يصب فيها ما يشفط من داخل الحي، ما يعرض السكان لخطر الغرق الحتمي في حالة انهيار العقم. ووصف باني الخالدي (من سكان حي الجوهرة) وضع الحي بأنه إلى حاجة معالجة منه خاصة أن مشروع الصرف الصحي المعتمد من وزارة المياه انتهى موعد تسليمه الا ان المشروع لم ينجز حتى الآن. وتساءل عن الاسباب الحقيقية التي أدت الى تعثر تنفيذ المشروع الذي احدث في الحي حفريات عميقة امتلأت بالمياه بعد هطول الامطار. وأضاف ان البحيرات التي شكلتها مياه الامطار والصرف الصحي اصبحت تهدد الحي بالتلوث البيئي الذي سيؤدي لآثار سلبية على الصحة العامة. وطالب فهد عبدالله السبيعي وعلي الغامدي الجهات المختصة بتسليم جميع مشاريع البنية التحية في الجبيل إلى الهيئة الملكية بالجبيل لتنفيذها كونها اتقنت انجازها وتمرست فيها والدليل ان سكان الجبيل الصناعية تفرغوا للاستمتاع بالامطار فيما ظل سكان «الجبيل البلد» محاصرين داخل منازلهم ينتظرون فرق الانقاذ تنتشلهم من بيوتهم التي اصبحت من ضمن الشوارع بعد امتلائها بالمياه وخاصة في حي الجوهرة. وطالبا بمحاسبة مقاولي المشاريع الذين لم ينجزوها بالشكل المناسب على حد قولهما. من جانبه اكد رئيس بلدية محافظة الجبيل المهندس نايف بن فيصل الدويش، أن جهود طاقم البلدية نجحت في التخلص من مياه الأمطار الغزيرة التي تجمعت في المحافظة حيث استوعبتها شبكات تصريف مياه الأمطار وذلك هو نتاج ثمرة الصيانة المسبقة لتلك الشبكات. وأضاف: تواجدت فرق البلدية وقت جريان مياه الأمطار لتنظيف المصايد المؤدية للشبكات أولا بأول مؤكدا ان فرق البلدية ما زالت في ميدان العمل حيث يجري مسح الأحياء والأماكن المحتملة لتجمعات المياه لإزالتها حتى عادت الحركة إلى طبيعتها، مشيرا الى شفط مياه الأمطار من شوارع وأحياء المحافظة علماً أنه يوجد بعض مياه الأمطار المتراكمة في مخطط الجوهرة، حيث تقوم البلدية حاليا بشفطها وكذلك دفن المنطقة المتضررة في هذا المخطط. واتهم مقاول مصلحة المياه والصرف الصحي بمحافظة الجبيل بالتسبب في تجمع مياه الأمطار في مخطط الجوهرة بعدما عمد إلى تمديد أنابيب للصرف الصحي وحفر الشوارع وتركها على حالها ما زاد من المشكلة خلال الامطار. وأفاد الدويش بأن لدى البلدية مشروعا قائما لسفلتة المخطط بالكامل وذلك بعد انتهاء تمديد شبكة الصرف الصحي لهذا المخطط، وقد قامت البلدية بتنفيذ محطة رفع لمشروع تصريف مياه الأمطار بالمخطط المذكور وتمت تجربتها واختبارها بواسطة مولدات كهربائية، «علما أنه جار العمل حاليا على إيصال التيار الكهربائي بشكل نهائي للمحطة».