احتفلت مدينة طرابلس (شمال لبنان) بعيد الأضحى المبارك على وقع التحقيقات والتوقيفات الأمنية الجارية لمشتبه بهم في التفجيرين الارهابيين اللذين اصاباها في 23 آب (أغسطس) الماضي، وشملت عناصر من الحزب «العربي الديموقراطي» (الذي يرأسه رفعت عيد) في جبل محسن، ما دفع مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار العائد من هجرة قسرية فرضها عليه التهديد باغتياله، الى دعوة المدينة في خلال خطبة العيد الى «التزام رباطة الجأش أكثر فأكثر لتنتظر كلمة القضاء في كل القضايا وفي كل التفجيرات وخصوصاً بعد توقيف من لهم علاقة». وحذر اهل طرابلس من «الاختلاف في ما بينهم، ومنطقة جبل محسن لن تكون مستهدفة وإني على ثقة بأن العلويين عموماً وأهل جبل محسن خصوصاً سيعلنون براءتهم من كل من تثبت إدانته». وكان الشعار أم المصلين في مسجد المنصوري الكبير، في حضور ممثل عن وزير المال في حكومة تصريف الأعمال محمد الصفدي، والنائب سمير الجسر، ومستشار الرئيس سعد الحريري لشؤون الشمال عبدالغني كبارة، نائب رئيس المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى عمر مسقاوي، اللواء المتقاعد أشرف ريفي، قائد سرية درك طرابلس العميد بسام الأيوبي، وشخصيات. وعرض الشعار في خطبته للوضع القائم «وكم يمكن له أن يستمر في التحمل والصبر. عانى من أطماع الجوار ولم يعد قادراً أبداً أن يتحمل تعنت بعض الأحزاب والفرقاء، تعنت عسكري وتعنت سياسي وهيمنة وغطرسة ثم استباحة في كثير من مناطقه ثم دعم مطلق بالسلاح والذخيرة لكل خارج عن القانون، قطع للطرق، إرهاب للدولة ورجالاتها، إرهاب بكلام نابٍ لم تعهده المنتديات السياسية والثقافية، وتهديد ووعيد، وتارة صواريخ تحمل من الشعارات والشظايا المحرقة ما لا يزيدنا إلاّ تمسكاً بثوابت الوطن الأساسية والوحدة الوطنية والسعي المشترك والحرص على المؤسسات والزود عن الكيان وعن الوطن». وقال: «عندما ندعوهم إلى كلمة سواء إنما نعني بذلك أن نقدم وإياهم مصلحة الوطن على مصلحة الحزب والمذهب، إن كلمة سواء التي ندعو إليها اليوم تعني بكل وضوح أن يكون الوطن عندنا قبل أي علاقة خارجية عربية كانت أم غير عربية، لأن لبنان يحتاج من أبنائه أن يقدموا إليه شيئاً واحداً، أن يكون ولاؤهم للوطن قبل أن يكون ولاؤهم لمطلق دولة أخرى». ودعا المدينة الى التزام «رباطة الجأش أكثر فأكثر لتنتظر كلمة القضاء في كل القضايا وفي كل التفجيرات وبخاصة بعد توقيف من لهم علاقة، وأن إدانة القضاء لمطلق متهم لا يعني على الإطلاق إدانة لمذهب ولا إدانة لمنطقة، فليس أحد من العلويين مستهدفاً عندنا إلا من تثبت عليه إدانة القضاء، وحتى منطقة جبل محسن لن تكون مستهدفة وإني على ثقة بأن العلويين عموماً وأهل جبل محسن خصوصاً سيعلنون براءتهم من كل من تثبت إدانته وسنعلم العالم ما هي أخلاقنا وثقافتنا وتربيتنا، فحذار من الإختلاف في ما بينكم أيها الطرابلسيون، فالمتفق عليه يزيد على 90 في المئة بينما الذي نختلف عليه في إطار الوسائل والتعبير يقل عن العشرة بالمئة، تقاربوا في ما بينكم ووحدوا قيادتكم، وكثيرة هي القضايا التي يقع فيها الخلاف حتى بين العلماء».