الجيل الجديد من السويديين غير مقتنع بالحدود التي تفصل بين الرجل والمرأة . في اللغة السويدية الرجل يطلق عليه (هان) والسيدة يعبر عنها بكلمة (هون). والشباب في السويد كمحاولة منهم لتضييق الهوة بين الجنسين اخترعوا كلمة (هين) تطلق على الرجل والمرأة معا. عرفني صديقي على أسرته.. زوجته وابنته في العقد الثالث من عمرها. من خلال الحديث عرفت أنها غير متزوجة. آسفني أن أجد شابة جميلة ورشيقة في العقد الثالث من عمرها ولم تحظ بعد بفارس أحلامها. لكن أمها سارعت فصححت لي معلوماتي. الفتاة سبق لها أن أنجبت طفلا من صديق لها عندما كان عمرها 15 عاما، ومن الصديق الثاني أنجبت طفلة. وهي الآن في انتظار الرجل الذي ترتاح له قبل أن أن ترتبط به بعقد زواج. هذا جانب من الحياة والثقافة في السويد . ولكن هناك جانب آخر ألا وهو الجدية في الحياة . فالسويديون شعب عامل جاد نشيط . العاطل عن العمل تساعده المؤسسات الحكومية والأهلية على إيجاد فرص عمل له بعد أن تـتيح له فرصة للتدريب، وفي نفس الوقت توفر له دولته أساسيات الحياة من سكن وعيش ولكن على قدر الكفاف. أما إذا أراد أن يعيش في مستوى ميسور بعض الشيء ويبني أسرة ويحقق ذاته فعليه أن يعمل، ويعمل، ويعمل. لا يوجد ما يسمى (يا مه ارحميني). أما العائلة الممتدة التي يجتمع فيها الجد والأبوان والأحفاد تحت سقف بيت واحد فقد اختفت أو تكاد. فالاستقلال الذاتي هو الطابع العام والفردية سمة الحياة. السويد بلد صناعي متقدم بكل ما في هذه الكلمة من معنى . ولكن ــ وأقف عند كلمة لكن هذه ــ آمل ونحن في سبيلنا لأن نصبح جزءا لا يتجزأ من قريـة العالم، حيث تلتقي الثقافات وتتلاقح وتتأثر بعضها بالبعض الآخر. أقول آمل أن نحسن الاختيار ونحن في خضم هذا التيار. لنا أن نتعلم الكثير من حضارات الشرق والغرب .. ولكن علينا أن نحسن الاختيار. Suraihi@gmail.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 738303 زين تبدأ بالرمز 112 مسافة ثم الرسالة