فاصلة : ((جمرة واحدة تشعل كلّ الفحمات)) - حكمة عالمية - في الماضي كانت الإشاعة مقتصرة على تداولها الشفهي وبالتالي كانت محدودة الأثر إلى حد ما ، اليوم صارت الشائعات أفكاراً يُبنى عليها مواقف وقرارات أيضاً. لكن كيف حدث هذا وكيف استطاعت التقنية الحديثة أن تلقي بظلالها السيئ على حياتنا، مع أنه بالإمكان أن تكون مؤثراً جيداً للتغيير الإيجابي في حياتنا؟ تبدأ الإشاعة على شكل خبر يوضع في «تويتر» مثلاً ثم يتبعه وسم محدد لذات الخبر والتركيز على أكثر نقطة مثيرة فيه. الإشكالية أن لا أحد يبحث عن مصدر الخبر أو مصداقيته، لكنه يتبرع في الرد والمشاركة في الوسم، وربما التبرع ليصنع منه خبراً للصحف الإليكترونية، ويتم نشره أيضاً في برمج التواصل عبر الأجهزة المحمولة مثل برنامج «الواتس اب» و»التليغرام». لا أحد يتوقف عن هذا اللهاث المعلوماتي ليسأل عن دقة الخبر ، مع أنه يكفي للتعرف على صدق المعلومة أن تعرضها على العقل لتعرف هل هي شائعة أم حقيقة ؟ ولكي لا نظلم «تويتر»، هناك حساب لمكافحة الشائعات @No_Rumors زيارته تجعلك تتعجب إلى أي مدى تقرأ أخباراً هي في الأصل لا أساس لها من الصحة. ربما ليس المطلوب منك التأكد من صحة الأخبار التي تصلك، لكنك بالطبع ستغدو مسؤولاً عن أثرها حين تتبرع بنشرها. اليوم لم تَعُد مهمة الصحافي حكراً على الصحافيين العاملين في مؤسسات صحافية، بل ولدت صحافة المواطن، وصار كل من يضع رابطاً لخبر في تويتر أو برنامج الواتس اب صحفياً، عليه أن يلتزم بقواعد المهنة من الالتزام بالصدق ومعرفة تأثير هذه المعلومة على المجتمع قبل نشرها. نشر الأخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي دون تمحيص ينتج عنه تشويش للرأي العام، وآثار اجتماعية وخيمة لا يدركها السذّج الذين أحياناً ينشرون الأخبار وروابط المعلومات دون الاطلاع على فحواها، فقط يفعلون ذلك للتسلية دون إدراك لتأثير الأخبار في المجتمع، من حيث تكوين اتجاهات ومواقف يمكن أن تضر بالموضوع المتناقل والمرتبطين به.