أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو لا تعتزم القيام بـ»عمليات برية» في سورية «في الوقت الراهن» لكنها ستكثف دعمها للرئيس بشار الأسد، وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن «اللاعبين الرئيسين» في النزاع السوري كالولايات المتحدة وروسيا والسعودية وإيران وتركيا ومصر سيجتمعون في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. وقال بوتين متحدثاً بالروسية خلال برنامج «60 دقيقة» مع محطة «سي بي أس» الأميركية إن «روسيا لن تشارك في أي عمليات برية على الأراضي السورية أو في أي دول أخرى. لا نخطط لذلك، أقله في الوقت الحاضر». لكنه حذر عشية خطاب يلقيه في الجمعية العامة للأمم المتحدة الاثنين «إننا ندرس تكثيف تعاملنا مع الرئيس الأسد ومع شركائنا في بلدان أخرى». وانتقد بوتين الاتهامات الموجهة إلى نظام الأسد بأن العنف العشوائي ضد المدنيين بما في ذلك القصف بواسطة البراميل المتفجرة يدفع الكثير من السوريين إلى الانضمام للمتطرفين فاعتبر هذه الاتهامات «دعاية معادية لسورية». وقدر بوتين بحوالى ألفين عدد المقاتلين القادمين من روسيا ومن جمهوريات سوفياتية سابقة في صفوف الجهاديين في سورية، مؤكداً أن حكومته لها مصلحة في منع عودتهم إلى البلاد. وكان مقرراً أن يدافع بوتين في كلمته الاثنين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عن حليفه الرئيس السوري ويعرض خطة لتشكيل ائتلاف جديد لمكافحة تنظيم «داعش» الذي يسيطر على مساحات شاسعة في سورية والعراق. وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف «سيتم تشكيل أربع مجموعات عمل في جنيف كما أن لقاء مجموعة الاتصال التي تضم اللاعبين الرئيسيين سيكون الشهر المقبل على ما أعتقد بعد انتهاء أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة». وأضاف إن واشنطن موسكو والرياض وطهران وأنقرة والقاهرة سترسل ممثلين عنها، معرباً عن الأمل في عقد لقاء لمجموعة الاتصال «في أقرب وقت ممكن». وأكد بوغدانوف: «لم يحسم مستوى التمثيل حتى الآن. أعتقد أن العمل يمكن أن يكون على عدة مستويات، الخبراء ونواب وزراء أو الوزراء أنفسهم، إذا لزم الأمر». ومن المفترض أن يشارك وسيط الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا في هذا الاجتماع، بعد أن اجتمع بالفعل الشهر الجاري مع رؤساء أربع مجموعات عمل محددة المواضيع شكلتها الأمم المتحدة لإعادة إطلاق المفاوضات بين السوريين. وفرق العمل الأربع هذه تشكل أساس المقاربة الجديدة التي اقترحها دي ميستورا أواخر حزيران (يونيو) لإحلال السلام في سورية، في حين فشل مؤتمرا جنيف في إنهاء النزاع. وهيمن بوتين في شكل كبير على مجرى الأحداث في سورية مقترحاً تحالفاً مع دول في المنطقة، كما قرر في الوقت ذاته وبشكل ملحوظ زيادة الوجود العسكري الروسي في سورية، وفقاً للولايات المتحدة. وقرر البيت الأبيض الذي فوجئ بالهجوم الديبلوماسي الروسي، لعب ورقة الحوار مع الرئيس الروسي الذي سيلتقي أوباما مساء الاثنين بعد أكثر من سنتين على آخر اجتماع بينهما.