صحيفة المرصد: نشرت الكاتبة جمانا الراشد مقالا في صحيفة الرياض تكشف من خلاله بجود حملة إعلامية شرسة و منظمة من قبل النظام الإيراني ضد جهود المملكة في خدمة الحجاج والمعتمرين في محاولة مستميته من النظام الإيراني تجاه السعودية. وقالت الكاتبة بعنوان "المملكة تتعرض لحملة إعلامية عنيفة ممنهجة في محاولة يائسة للنيل من مكانتها" واستعانت الكاتبة في مقدمة مقالها بمقولة أحد كتاب المهجر في أمريكا اللبناني "جبران خليل جبران" :ويل لأمة لا تثور إلا وعنقها بين السيف والنطع.. أستدعي هذه الكلمات من الكاتب الكبير جبران خليل جبران بخجل وأسف. لكن بالفعل ويل لأمة لا تقف في وجه أعدائها إلا إذا وصلت الأمور الى أسوأ حالاتها! ويل لأمة لا تواجه بشجاعة من يحاول المساس بوجودها وكيانها!. وأشارت الكاتبة في بداية حديثها قائلة :تتعرض المملكة لحملة إعلامية عنيفة، شرسة، ممنهجه، مغرضة، مسيسة في محاولة قذرة ومكشوفة لزعزعة موقعها الإسلامي والعروبي والدولي. لكن هذه الحرب لم تشن إثر حادث التدافع في مشعر منى بل يعود تاريخها الى زمن بعيد. وفي ظل الأحداث التي تجتاح منطقة الشرق الأوسط من نهوض ما يسمى بتنظيم "داعش" الإرهابي، ومحاولة ميليشيات الحوثي فرض السيطرة على الحكومة اليمنية الشرعية، والحرب السورية، والصراعات في العراق تقوم أيادي خفية بترويج الأكاذيب وحجب الحقائق من خلال خلق سيناريوهات سياسية لا وجود لها. لكن أين نحن عن كل ما يحصل؟ وكل من يحاول تشويه صورتنا؟ نحن لا ندافع عن بطولات وهمية ولا عن هوية هامشية! نحن ندافع عن وطن! أرض حلم بها أجدادنا فقدموها لنا بعد النضال والكفاح والصراع جغرافيا نعتز بها. ندافع عن هؤية وطنية ومنجز حضاري وموروث تاريخي ومنتج تنموي حارب من أجله المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه. وصلنا الى مرحلة حيث وجود الأصوات التي تدافع عن المملكة في وسائل الإعلام العالمي تعد على الاصابع. وفي هذا الشأن لا نستجدي ولا ننتظر أن نجني من الشوك العنب ولا نتوقع او ننتظر ان يكون كل ما يكتب عن المملكة يصب في مصلحتنا. لكن... التشهير والتجريح والادعاءات والأكاذيب مرفوضة تماماً. وليس هناك من يقف وقفة شجاعة ويدافع عن المملكة في المنابر الدولية أو ينقل الصورة الحقيقية لما يحصل على أرض الواقع. تفاعلاً مع الحملة التي شنتها إيران الهادفة للنيل من جهود المملكة في خدمة ضيوف الرحمن ارتفعت الأصوات السعودية بقوة عبر شبكات التواصل الاجتماعي دفاعاً عن المملكة وجهودها المبذولة في تسهيل أمور الحجاج والمعتمرين. لكن هذا ليس كافياً.. للأسف، استراتيجيتنا وسياستنا الإعلامية ناتجة عن ردة فعل وليست سياسة مدروسة، واستباقية، وطويلة المدى. هذا يتطلب منا عملاً جباراً ومتواصلاً ومضنياً لمواجهة هذه الحملات والاجندات التي أصبحت تنبت في جسم المجتمع الدولي. وتعاملنا مع الحملات التي تشن على المملكة دائماً تعامل زمني وعابر وانفعالي لحظوي ومرتبط بأيام محدودة كحملة المرور أو ترشيد الاستهلاك الكهربائي، وهذا ما يضعف كثيراً من اهدافها وغاياتها وحتى جديتها. هذا وفي ختام حديثها طالبت الكاتبة "جمانا الراشد" بوضع استرتيجية إعلامية مستدامة تعتمد على نقل الواقع والانجازات التي قامت بها المملكة خلال85 عاما بطريقة سلسلة تصل لجميع الفئات وبأكثر من لغة إلى الرأي العام العربي... أولا: علينا وضع خطة إستراتيجية إعلامية مستدامة تبتعد عن الارتجال والخطط الدفاعية وتعتمد على نقل الواقع والانجازات المهولة التي قامت بها المملكة خلال ٨٥ عاماً فقط بنهج سلس يخاطب جميع الفئات وبأكثر من لغة ليصل إلى الرأي العام الغربي. ثانياً: فتح قنوات التواصل الاجتماعي بشكل فاعل وسريع وبلغات تخاطب الشعوب الغربية واسناد هذه المهمة الى أبناء وبنات الوطن وخصوصاً المبتعثين الذين خاضوا تجربة التعايش مع الثقافات المختلفة ويدركون العدسة التي ينظر الغرب من خلالها الى المملكة. ثالثاً: تحفل الصحافة السعودية بكتاب ذوي مستوى فكري واحترافي عالٍ يتناولون في كتاباتهم رؤية المملكة السياسية ومنهجيتها وإنجازاتها بطريقة تخدم مصالح الوطن وتعطي فكرة مطلعة على الوضع الجيوسياسي في المنطقة. علينا الحرص على إيصال أصواتهم وافكارهم الى العالم الخارجي الذي يجهلهم تماماً. رابعاً: تغيير موقع وكالة الأنباء السعودية الالكتروني شكلاً ومضموناً، وكذلك المواد الاعلامية الموجودة فيه ليواكب التقدم التكنولوجي والصحفي الذي صار معمولاً به في جميع أنحاء العالم. الاعلام الخارجي اذا لم تقدم له المعلومة فلن يتعب نفسه في البحث عنها. وعلى وكالة الانباء السعودية الحرص على الترجمة بشكل مهني واحترافي. (حيث بثت واس مؤخراً بيان وزارة الخارجية عن ما وجه من انتقادات للمملكة حول استضافة المتضررين من الاحداث في سوريا باللغة الانجليزية بشكل لا يقرأ ولا يفهم) خامساً: العمل لا يمكن أن يكون فردياً، بل هو نتاج تعاون مؤسساتي حيث يمثل الاعلام الواجهة التي يصب فيها كل نتاج العمل الحكومي. وهو المرآة التي تعكس الصورة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمملكة. لذلك لا يمكن للإعلام ان يعمل منفرداً. سادساً: سياسة الصندوق الاسود وتجاهل الاعلام أصبحت سياسة غير ذات جدوى. سابعاً: الدفاع عن المملكة بشكل غير مباشر وتسليط الضوء على قصص النجاح. الهدف ليس فقط الاعلام بل الرأي العام. ثامناً: تعيين متحدثين إعلاميين رسميين للاجابة على تساؤلات الاعلام الغربي إزاء أي حدث. لابد من توفر عدة شروط لديهم منها إتقان أكثر من لغة والاطلاع على الاعلام الغربي ومعرفة عميقة بالصحفيين والمؤسسات الاعلامية والخبرة في المجال. هذه هي الوسيلة الأكثر فاعلية في مواجهة أي سياسة مغرضة تحاول النيل او المساس بالمملكة قيادةً وشعباً. وما تمت مناقشته في هذا التقرير هو جزء من السياسة الايرانية المتبعة في الهجوم على المملكة.