×
محافظة حائل

8790 أضحية استقبلتها مسالخ حائل خلال عيد الأضحى

صورة الخبر

امتعض الفرنسي تيدي رينر عندما كان مواطنه البطل الأولمبي دافيد دوييه يسلمه حزاماً برتقالياً في الجودو خلال مناسبة رياضية في المدرسة، ونبّهه إلى أن مستواه يخوّله نيل الحزام الأخضر، وأنه يستحقه بعد الامتحان والاختبارات التي خضع لها. كان رينر حينها في الـ10 من عمره، ودوييه في عز مجده بطلاً متوّجاً لا يعرف الفتى الصغير وطموحاته، غير أن مدرب رينر تعمّد وطلب من الضيف دوييه أن يبدل الحزام، كي ينبه تلميذه إلى ضرورة الاهتمام بنظريات اللعبة على غرار تفوّقه في تقنياتها، ويعترف رينر بأنه كان ثرثاراً خلال الحصة النظرية ولا يُعير شرح المدرب الاهتمام اللازم. ويبدو أن تيدي رينر تعلّم الدرس جيداً، فبعد سنوات بات يُقارن بدوييه وغيره من أبطال الـ«تاتامي»، خصوصاً بعد حصده ذهبية الوزن المفتوح في دورة لندن الأولمبية، معوّضاً إخفاقه في دورة بكين قبل أربعة أعوام، إذ واصل العملاق الفرنسي (2,04 متر، 131 كيلوغرام) مسيرته التصاعدية، وهو ينتظر بفارغ الصبر الـ12 من آب (أغسطس) 2016 المقبل ليحتفظ بلقبه الأولمبي في ريو دي جانيرو. في سجل رينر (26 عاماً) 95 انتصاراً متتالياً، أي منذ خسارته نهائي الوزن المفتوح أمام الياباني دياكي كاميكاوا خلال بطولة العالم في طوكيو عام 2010، ويومها لم يهضم ما حصل، معتبراً أن الفوز سُرق منه بقرار من الحكام، وذلك بعد إحرازه ذهبية وزن ما فوق الـ100 كيلوغرام. كما حصد الفرنسي رينر أخيراً اللقب العالمي للمرة الثامنة توالياً، في خطوة لا سابق لها في عالم الجودو، مكرّساً تفوّقه الكبير على منافسيه، وفي مقدمهم الياباني ريو سيشينوهي للمرة الرابعة، إذ حطّم بهذا الإنجاز رقم الياباني الآخر ريوكو تامورا تاني. وجاء انتصار رينر الأخير على رغم معاناته قبلها من إصابات عدة، لكنه لم ينفعل ويتأثر كما كان حاله بعد فوزه الأولمبي، عندما أكد أن «أحداث لندن ما تزال ماثلة أمام عيني»، مبيناً بأن خبرته القليلة جعلت مشواره الأولمبي يتوقف في الدور ربع النهائي على يدي الأوزبكستاني عبدالله تانغرييف في بكين 2008، لكن لكل من الألقاب العالمية التي في حوزته إحساساً مختلفاً يختصر قصة جهد وتصميم. في آستانة عاصمة كازخستان، وأمام أنظار الياباني ياشوهيرو ياماشيتا (أسطورة حقبتي السبعينات والثمانينات من القرن الـ20)، فرض رينر إيقاعه مجدداً ليضمن لقبه العالمي الثامن نحو أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، إذ يتفاءل بالاستحقاق المقبل لاسيما وأنه أحرز لقبه العالمي الأول عام 2007 في ريو دي جانيرو، وكان حينها في الـ17 من عمره، وفي حال تحققت هذه الأمنية، يعادل النجم الفرنسي إنجاز الياباني تاداهيرو نومورا (وزن دون 60 كيلوغرام) الفائز بثلاث ذهبيات في دورات أتلانتا 1996 وسيدني 2000 وأثينا 2004. ويدرك رينر جيداً أن الجميع يترصد خسارته، علماً بأن الهزيمة واردة في النزالات كافة، لكن بعد احتكاره المحكم أصبح من الغريب والمنتظر في آن واحد أن يخسر، على حد تعبيره، إذ يقول جازماً: «لكني لن أسمح لمنافسي أن يسعدوا بذلك مطلقاً»، واستباقاً لأي طارئ يتدرب رينر بإشراف فرانك شمبيللي على التصرف السريع وقلب الأمور في مصلحته خلال ثوان قليلة قبل نهاية المباراة، كذلك يقول رينر بأنه تعلم أن يرسم حافزاً يبلغه بجهده واجتهاده، ويتبع دائماً أسلوب الحذر في التعامل تجنباً لأي خطأ قد يوقعه في محظور المنشطات، التي تستوجب مكافحتها بشتى السبل، ومنها «عدم الرحمة مع المرتكبين»، و«لا تجوز عودتهم إلى المنافسة» بحسب رأيه. وفي جانب آخر، يجد تيدي رينر الوجه الإعلاني في الرياضة وسحرها دوراً جامعاً، إذ تُقدر عائداته السنوية بثلاثة ملايين يورو، أي ما يساوي راتب لاعب متواضع في بطولة الدرجة الأولى لكرة القدم، لكن المداخيل المالية، مسألة نسبية في نظره.