×
محافظة المنطقة الشرقية

سكن العزاب وسط أحياء العوائل صداع برأس أهالي الجبيل

صورة الخبر

كان اجتماع ممثلي دول الجوار الليبي السبع والمبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن كوبلر في القاهرة ثمرة تحركات دبلوماسية استقطبت الأسابيع الأخيرة بعد تسجيل تدهور أمني وشلل سياسي عم ليبيا وأعطى مؤشرات سيئة على احتمال السقوط في صراع متعدد الجبهات بسبب الخلاف المستفحل بين الأطراف السياسية المتباينة والجماعات المسلحة المتعددة المشارب. لقد كرر اجتماع القاهرة التأكيد على اعتماد اتفاق الصخيرات كأرضية للحل، مع الرفض المطلق للخيارات العسكرية أياً كان مأتاها. كما أعاد المشاركون نفس الكلمات التي رددوها في اجتماع المجموعة ذاتها خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي في النيجر، ولكن تلك الكلمات لم تجد آذاناً ليبية تسمعها لتستمر الأزمة في التجذر حتى اشتدت بعد تحرير سرت من تنظيم داعش الإرهابي وانتهاء مهلة الاتفاق الأممي وظهور حكومة الإنقاذ مجدداً في العاصمة طرابلس التي تشهد اشتباكات مسلحة متقطعة وهواجس شعبية من فوضى عارمة تذهب بما بقي في المدينة من معالم للحياة. وخشية من الأسوأ، تحاول دول الجوار أن تفعل شيئاً، وفي سبيل ذلك انعقدت اجتماعات تمهيدية في تونس والجزائر، بينما استضافت القاهرة رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح وقائد الجيش المشير خليفة حفتر ضمن مساعي التقريب بين الفرقاء. واستقراء للمواقف والتصريحات يتبين أن هناك تعويلاً ليبياً وإقليمياً وأممياً على مصر لتلعب دوراً محورياً في هذه الجهود، وربما تتوفق في إحداث منعرج حاسم باتجاه تذليل العقبات أمام تطبيق اتفاق الصخيرات بعد تنقيحه وتضمينه مستجدات جديدة أهمها اعتبار الجيش الليبي الموحد هو القوة المسلحة الوحيدة الشرعية، وما عداه ميليشيات وجماعات خارجة على القانون، عليها أن تنصاع إلى إرادة الدولة والتوافق الوطني. ومع التسليم بأن هذا الهدف يشبه الحلم في بلاد ملغومة بالسلاح والمسلحين، ولكنه الهدف الأسلم للخروج من هذا النفق الطويل، والضامن للاستقرار تحت مظلة المصالحة الوطنية المطلوبة. العوامل التي ضيعت ليبيا في السنوات الست الماضية يجب أن تزول وتختفي من المشهد، ومن أهمها التدخلات الدولية والمرجعيات الداعمة للتطرف وتفتيت الوحدة الليبية. ويعرف البسطاء من الليبيين، فضلاً عن السياسيين والعسكريين والوجهاء بينهم، أن هذه التدخلات المعروفة هي التي أنتجت التنظيمات الإرهابية، وهي التي عطلت تنفيذ اتفاق الصخيرات، وأحيت حكومة الإنقاذ في طرابلس، وسعت إلى تدمير نواة الجيش الوطني بقيادة حفتر. وقد يكون هذا التوقيت مثالياً للعمل على التخلص من هذا الوضع والتوصل إلى أرضية مشتركة ومواقف توافقية باستثمار التحولات الدولية والإقليمية العاصفة، والتي بدأت تطل من كل حدب وصوب مع تولي الإدارة الأمريكية الجديدة القيادة في واشنطن، وما سيستتبع هذا التغيير من تأثيرات جوهرية على مجمل الأزمات الدولية ومنها المعضلة الليبية. التفاؤل الضعيف بأن تفلح اجتماعات الجوار الليبي في إحداث الاختراق المأمول يجب أن يتعزز في الأيام المقبلة، ويجب على الأطراف الليبية أن تقتنع بأن العنتريات الفردية لم تعد تجدي، والبلاد التي أوشكت على الضياع والتقسيم والاحتراب الأهلي المدمر، يمكن إنقاذها إذا تحلى الجميع بالوطنية والتواضع، واحتكموا للخُلّص من دول الجوار وغيرها، وعندها يمكن للوضع أن يتغير، ويمكن أن تعتبر المرحلة الحالية هي الهزيع الأخير من الأزمة. مفتاح شعيب chouaibmeftah@gmail.com