تعتبر المملكة في سباق مع التحديات التي تعترض سبل التطوير في الأماكن المقدسة، وهي في هذا الصدد قد كسبت الرهان بعد أن طوعت كثيراً من المشروعات في خدمة حجاج بيت الله الحرام والتيسير عليهم ليؤدوا مناسكهم بكل راحة وطمأنينة. المشروع نفذ على خمس مراحل بتكلفة 4.2 مليارات ريال أعلى درجات الأمن والسلامة مطبق على مشروع الجمرات مكة المكرمة وملامح التطوير أن ما تشهده مكة المكرمة من ملامح تطويرية ما هو إلا نتاج لتوجيهات حكومة خادم الحرمين الشريفين التي تقتضي أن تكون هذه المدينة الإسلامية واجهة مشرقة وحضارية يشار إليها بالبنان وسط منظومة المدن السعودية، خصوصاً أنها محط أنظار العالم، وتحظى بخصوصية فريدة كجزء مهم من خطة التنمية، وهذا الاهتمام الذي توليه الدولة بالمشاعر المقدسة لم يكن وليد اليوم بل كان أساساً من أساسات البناء التي وضعها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ومن ثم سار عليها أبناؤه البررة الكرام، ومنذ أن وحدت المملكة، وهي تقدم جهوداً كبيرة وخدمات وفرتها لحجاج بيت الله الحرام بشكل يفوق كل التوقعات، ومن يقف اليوم في المشاعر المقدسة يلمس التطور الواضح والملحوظ في الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام". ولقد قامت المملكة على فترات سابقة وحالية بتنفيذ مشروعات عملاقة لتوسعة الحرمين الشريفين وتطوير المدينتين المقدستين والمشاعر المقدسة لرفع الطاقة الاستيعابية للحرمين الشريفين أضعافاً عدة خدمة لضيوف الرحمن وخدمة للإسلام والمسلمين، ومن هذه المشروعات التطويرية مشروع تطوير جسر الجمرات والمنطقة المحيطة به في مشعر منى، الذي يسهم في إنسيابية حركة الحجاج في منطقة الجمرات، هذه الخصوصية التي تنفرد بها مكة المكرمة والتي تشهد ملتقى كبيراً من أقطار العالم كافة. الحلم يصبح حقيقة وما كان حلم بالسابق أصبح اليوم حقيقة وهذه التوسعة والتطور، قد أصبحت حقائق ويراها الحاج بعينه ويعيشها واقعاً وهي بالفعل مشروعات القرن المتمثلة في منشأة الجمرات الجديدة التي أضحت تجسيداً عملياً لمكان يجمع الحجيج ويقلل من أزمات التدافع. المشروع يستوعب أربعة ملايين حاج ويعتبر مشروع جسر الجمرات أحد أهم المشروعات التي شهدتها المشاعر المقدسة طيلة الفترة الماضية، وكان له الدور البارز في توفير الأمن لضيوف الرحمن أثناء رميهم للجمار. وقد تم تنفيذ المشروع على خمس مراحل بتكلفة إجمالية بلغت قرابة 4.2 مليارات ريال، ويتكون من أربعة طوابق إضافةً إلى الدور الأرضي، ويستوعب قرابة أربعة ملايين حاج، وتم تطوير ساحات كبيرة في منطقة الجمرات تستوعب مئات الآلاف من الحجاج، فضلاً عن إيجاد نظام آلي لتنظيف الساحات وإيجاد نظام نقل ترددي بالقطارات ينقل الحجاج من مخيماتهم إلى جسر الجمرات ومنها وقت النفرة إلى الحرم المكي الشريف، مع ربط هذا الجسر بمخيمات الحجاج على سفوح جبال منى وإنشاء عيادات طبية ومصاعد إلكترونية إضافةً إلى (12) نقطة للدخول ومثلها للخروج وربطها بالمخيمات عن طريق جسور معلقة. وساعد هذا المشروع على تنظيم وتخصيص الأماكن المناسبة للخدمات مثل الاغذية وأماكن الحلاقة ودورات المياه والخدمات الطبية ولإسعافية، والدفاع المدني.. ولتحقيق أعلى درجات الأمن والسلامة زود المشروع بآلات تصوير تقنية مطورة موزعة في عدة أماكن ومتصلة بغرفة العمليات التي تشرف على الجسر والساحة المحيطة به لمراقبة الوضع بصورة عامة واتخاذ الاجراءات المناسبة وقت وقوع أي طارئ. وروعي في تصميمية الفصل بين حركة المشاة وحركة مرور المركبات عن طريق أنفاق ممتدة من شارعي الجوهرة وسوق العرب في شمال المشعر وشارع الملك فيصل في جنوب المشعر، ويتم توزيع كتل الحجاج على عدة مداخل في عدة مستويات واتجاهات بمنحدرات تصل إلى أماكن قدومهم. كما ساهم تغيير شكل شاخص الجمرة إلى جدار وشكل الحوض إلى الشكل البيضاوي المنتظم بطول 40 متراً من تمكين الحاج من الرجم، مع توفير انسيابية عالية وفصل الحجاج إلى ممرين شمال الجمرات وجنوبها، والذي اشتمل على عدة مداخل ومخارج منها أحد عشر مدخلاً واثنا عشر مخرجاً بالإضافة إلى المداخل المتعددة والمخارج المتعددة للدور الأرضي مما ساعد على تفتيت الكتلة والوصول إلى أقرب نقطة من مكان قدوم الحجاج. وساعدت توسعة ساحة الجمرات وإعادة تنظيمها وتخطيطها وإنشاء محطات للحافلات في أماكن ومستويات عدة، على إيجاد خطوط ترددية لخدمة الحجاج والتخفيف عليهم، كما ساهم قبو المنشأة في منع عرقلة السير بسبب قدوم الوفود ويتم استخدامه لرمي الجمرات كما أنه يسهل عملية الإخلاء والطوارئ والإنقاذ ووضع المعدات والآليات بالقرب من أماكن الحوادث، إضافة إلى تجميع المخلفات والحصى وسرعة نقلها إلى خارج منى.