×
محافظة مكة المكرمة

أمانة جدة تحبط تهريب 725 ذبيحة فاسدة

صورة الخبر

كانت "الجمرات" في السابق تمثل الهم الأكبر والعقبة الكؤود أمام الحجاج، نظراً لما كان يحدث فيها من حوادث دهس متكررة، وشهد جسر الجمرات منذ إنشائه عدداً من الأعمال التطويرية بتوسعته، وتواصل الاهتمام بتطوير الجسر ليشهد تنفيذ منحدرات من الخرسانة المسلحة (مطالع ومنازل) إلى المستوى الثاني من الجمرات على جانبي الجسر مقابل الجمرة الصغرى. وشهد الجسر توسعة أخرى، ودخل جسر الجمرات مرحلة جديدة من التنظيم والتطوير إذ أجريت عملية تعديل على مراحل مختلفة وبشكل جمع بين منظر الجسر وتمثيل حركة الحجاج عليه، أعقب ذلك التطوير على بنية الجسر وتعديل شكل الأحواض من الشكل الدائري إلى البيضاوي وتعديل الشواخص؛ للتيسير على الحجاج وتوفير كافة السبل لراحتهم وسلامتهم حتى أصبحت الجمرات بعد التطويرات والتوسيعات التي شهدتها، مدهشة ومبهرة للعالم أجمع، ومصدر أمان واطمئنان للحجاج الذين أصبحوا يؤدون هذه الشعيرة بكل خشوع وطمأنينة دون هم يشغل بالهم ولا عقبات تقف أمامهم فهدأت قلوبهم قبل قوالبهم. وفاز مشروع منشأة الجمرات الحديثة بجائزة "فرانس إيدل مان أوارد" بالولايات المتحدة الأميركية لأفضل البحوث التطبيقية والتشغيلية، وذلك ضمن ستة مشروعات حصلت على الجائزة لعام 2015م من بين مئات المشروعات التي تم ترشيحها من جميع دول العالم. تطوير أكبر وقامت وزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلة في الإدارة المركزية للمشروعات التطويرية في المشاعر المقدسة بإرساء مشروع تطوير جسر ومنطقة الجمرات بما يساعد على تساوي توزيع الحجاج القادمين من منى إلى الجمرات، عبر مختلف الطرق ليؤدي تنفيذ هذا المشروع الحيوي إلى تقديم كل ما من شأنه راحة وطمأنينة وسلامة ضيوف الرحمن وأدائهم شعائرهم في جو من الراحة والأمن والأمان، بطاقة استيعابية للجسر تتراوح من ثلاثة إلى أربعة ملايين شخص في وقت الذروة لرمي الجمرات. ويتكون تصميم الجسر الجديد من أربعة طوابق متعددة، إضافةً إلى دور القبو -البدروم-، كما اعتمد التصميم على إتاحة حرية الحركة بالنسبة للحجاج وإعطاء مساحة فسيحة أكبر، وتم التخصيص لكل طابق عدداً من المخارج والمداخل، بحيث يكون لكل طابق مدخل ومخرج خاص به دون أن يحدث تلاق مع مداخل ومخارج الطوابق الأخرى، ووفقاً للمواصفات فإن أساسات المشروع قادرة على تحمل (12) طابقاً وخمسة ملايين حاج في المستقبل إذا دعت الحاجة لذلك، ويرتفع الدور الواحد (12)م، فيما يتضمن ثلاثة أنفاق وأعمال انشائية مع إمكانية التطوير المستقبلي. مسارات الحجاج ويوفر المشروع (11) مدخلاً للجمرات، و(12) مخرجاً في الاتجاهات الأربعة، إضافة إلى تزويده بمهبط لطائرات مروحية لحالات الطوارئ، ونظام تبريد متطور يعمل بنظام التكييف الصحراوي يضخ نوعاً من الرذاذ على الحجاج والمناطق المحيطة بالجمرات، مما يؤدي إلى خفض درجة الحرارة إلى نحو (29) درجة مئوية وأنفاقاً أرضية، ورافق مشروع تطوير جسر الجمرات تنفيذ مشروعات جديدة في منطقة الجمرات شملت إعادة تنظيم المنطقة وتسهيل عملية الدخول إلى الجسر عبر توزيعها على ستة اتجاهات منها ثلاثة من الناحية الجنوبية وثلاثة من الناحية الشمالية، وتنظيم الساحات المحيطة بجسر الجمرات لتفادي التجمعات بها والسيطرة على ظاهرة الافتراش حول الجسر إلى جانب مسارات الحجاج، ولتحقيق أعلى درجات الأمن والسلامة زود المشروع بآلات تصوير تقنية مطورة موزعة في عدة أماكن ومتصلة بغرفة العمليات التي تشرف على الجسر والساحة المحيطة به لمراقبة الوضع بصورة عامة واتخاذ الاجراءات المناسبة وقت وقوع أي طارئ. جهود كبيرة وقال الشيخ د. عبدالعزيز السدحان: مما يشكر للدولة جهودها الواضحة العظيمة في الحرمين الشريفين سواء فيما يتعلق بالحرمين كبناية أو فيما يتبعهما كالمواقيت وبقية المشاعر، وهذه الجهود والحمد لله ظاهرة ومرئية ومقروءة ومسموعة ولا ينكرها أحد، ذاكراً أن من هذه الجهود الجمرات التي ساهمت في توسعة مكان الرمي، فقبل سنين كان قطر دائرة رمي الجمرات صغيراً، أما الآن وعقب التطوير الكبير للجمرات فأصبح الحوض كبيراً بل وعلى شكل بيضاوي، وفي ذلك تميز عن الشكل القديم بطوله وبانسيابيته، مبيناً أن من التميّز أيضاً تغليف الجدار من الخارج بالأسفنج ليقي الحجاج في حال الضغط والزحام، ولا يتألم من يكون بمحاذاته أثناء الزحام في الرمي، مشيداً بجهود الدولة في تطوير موقع الجمرات، بالأدوار المتعددة التي أصبحت ولله الحمد متنفساً للحجيج حيث خف الزحام بشكل كبير وقل التدافع، وكذلك بوجود النفق الواقع تحت الأرض للمواكب والأمن فأصبحوا يرمون الجمرات ولا يراهم إلاّ من يراقب من أسفل عبر دوائر المراقبة الخاصة بالجمرات، مشيراً إلى أنه أصبح ضيوف الدولة يرمون وينهون نسكهم  بيسر وسهولة دونما مزاحمة ولا مضايقة. التزاحم قديما وتحدث المواطن عيسى الشمري قائلاً: شاركت في الحج عام 1426ه وبينما أنا أسفل الجسر لرمي جمرة العقبة الكبرى رأيت جموع الناس تتزاحم على رمي الجمرة وهم محرومون ويكبرون الله، ولكن التزاحم الشديد كان يسبب الخوف حتى إنك ترى الموت والهلاك بعينك، ترددت كثيرا قبل رمي الجمرة وأصابني الخوف والذهول، رميت جمرة العقبة على شدة وقوة وتدافع وزحام مخيف لا يتحمله إلاّ الأصحاء وأصحاب القوة في البدن والنشاط في الجسم، وخرجت لأجد الفاجعة على مدخل الجسر بالتدافع والموت والزحام الشديد، ولم يخطر ببالي سوى الدعاء رحماك رحماك ربي بعبادك وضيوفك وحجاج بيتك الحرام، مشيراً إلى أنه حصلت الفاجعة إثر التدافع والزحام لأكثر من (600) ألف حاج على الجسر في وقت واحد وكانت النتيجة (363) حالة وفاة، أسأل الله أن يتغمدهم برحمته ويغفر لهم. أمن وأمان وأوضح الشمري أنه بدأت فكرة تطوير توسعة جسر الجمرات ليخرج لنا بعد أربع سنوات بهذا الشكل المشرف الذي يربط مداخل منى بالمشاعر، وليسع لأكثر من أربعة ملايين حاج يؤدون المشاعر ورمي الجمرات بسلامة وأمان، ليتحقق أداء العبادة بالشكل الصحيح والأمن وبأكثر طمأنينة، مضيفاً أن الإحساس بالمسؤولية من دولتنا المباركة تجاه خدمة ضيوف الرحمن وتسخير كل الإمكانات لهم لأداء مناسك الحج باليسر واللين، كان الدافع الأهم في تطوير جسر الجمرات، مبيناً أن الجيل الجديد والأجيال القادمة سيعلمون كيف كانت قصة الحج تخالطها الأماني والذكريات والمخاطرة والصعوبات، ومن ذهب للحج يوصي أهله ويكتب وصيته، لكن اليوم بفضل الله أولاً ثم بفضل حكومتنا الرشيدة أصبح الحج أكثر أمناً وأماناً وأسهل في التنقل في المشاعر وأداء المناسك بيسر وطمأنينة. أسهل الشعائر وأكد د. زيد الدكان -الأمين العام لمؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية بدول العالم الاسلامي- على أن الجمرات كانت في السنوات السابقة تمثل عائقاً كبيراً وهماً عظيماً على الحجاج، لما كان يحدث فيها من حوادث متكررة بسبب الزحام الشديد وقلة الوعي، والآن ولله الحمد والمنة وبعد التوسعة الكبيرة أصبح رمي الجمار من أسهل شعائر الحج وأيسر أعماله، مضيفاً أن توسعة جسر الجمرات تعطي صورة مشرفة لما تبذله حكومة خادم الحرمين الشريفين من جهود وإمكانات ضخمة في رعاية حجاج بيت الله الحرام، وتيسير أدائهم لمناسك الحج. توسعة تاريخية وقال د. منصور السميح -الأمين العام لمسابقة خادم الحرمين الشريفين للقرآن الكريم المحلية والدولية-: إن عمارة الحرمين الشريفين، وتطوير المشاعر المقدسة، والعناية بكل ما يخدم ضيوف الرحمن نعمة كبرى اختص الله بها هذه البلاد المباركة، فولاة الأمر-وفقهم الله- يبذلون كل الجهد في سبيل تطوير المشاعر، وخدمة قاصدي بيت الله الحرام، والسهر على راحتهم، مضيفاً أن التوسعة التاريخية لمشروع الجمرات تأتي لتجعل رحلة الحج آمنة مطمئنة، وينعم حجاج بيت الله الحرام بأداء مناسكهم في أجواء تغشاها السكينة وتعطرها روحانية المكان المقدس، ويؤدون شعائر الحج بقلوب خاشعة، ونفوس لله خاضعة، فبارك الله في الجهود، وسدد الخطى، وجعل تلك الأعمال المباركة خالصة لوجهه الكريم. فوز عالمي ومن ضمن ستة مشروعات عالمية فاز مشروع منشأة الجمرات الحديثة بجائزة "فرانس إيدل مان أوارد" بالولايات المتحدة الأميركية لأفضل البحوث التطبيقية والتشغيلية وذلك ضمن ستة مشروعات حصلت على الجائزة لعام 2015م من بين مئات المشروعات التي تم ترشيحها من جميع دول العالم، وتسلم وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية رئيس الإدارة المركزية للمشروعات التطويرية د. حبيب بن مصطفى زين العابدين الجائزة في الاحتفال الذي أقيم مؤخراً في الولايات المتحدة الأميركية. وجاء حصول مشروع منشأة الجمرات الحديثة على هذه الجائزة الرفيعة تميزاً لمواصفاته الهندسية والإنشائية وخطط تشغيله وحداثة وشمولية الأبحاث التطبيقية والخطط التشغيلية للمشروع في مجال إدارة الحشود البشرية وتفويج ملايين الحجاج لرمي الجمرات بكل يسر وسهولة، وبأعلى درجات السلامة والأمان، إضافةً إلى ما حققه هذا المشروع العملاق من نتائج مبهرة في تقليص المخاطر المرتبطة بتزاحم وتدافع الحجيج أثناء رمي الجمرات. وأوضح د. حبيب زين العابدين خلال الحفل أن فوز مشروع منشأة الجمرات الحديثة بهذه الجائزة الرفيعة يمثل اعترافاً دولياً بضخامة جهود المملكة في خدمة حجاج بيت الله الحرام وتأمين سلامتهم، والتي تحظى بالدعم والرعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، وشهادة على تميز أداء وزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلة في الإدارة المركزية للمشروعات التطويرية في تنفيذ هذا المشروع والإشراف على تشغيله في موسم الحج من كل عام. 500 ألف حاج وذكر د. زين العابدين أن المشروع الذي تم إنجازه خلال الفترة من 1427– 1431ه يمكّن أكثر من (500) ألف حاج من رمي الجمرات خلال ساعة واحدة، ومن ثم تيسير أداء هذا النسك لجميع الحجاج بكل يسر وسهولة، من خلال مستوياته الستة والتي تشمل القبو والطابق الأرضي والطوابق الأربعة العليا، والتي روعي في تصميمها وإدارتها كافة المعايير الخاصة بتدفق الحجاج، وفق دراسات وبحوث علمية مستمرة، شارك في تنفيذها نخبة من الخبراء المحليين والعالميين، بهدف تحسين كفاءة التفويج للمنشأة واستكمال مشروعات البنية التحتية لتحقيق هذا الهدف على ضوء التجارب العلمية والمحاكاة ومنها مشروع قطار المشاعر المقدسة -الخط الجنوبي- والذي أسهم في زيادة استخدام الدور الأخير، المستوى الخامس من المشروع، مبيناً أنه تم ربط منطقة الشعيبين بعدد من الأنفاق والجسور للوصول إلى المستوى الرابع من المنشأة، وربط منطقة العزيزية بمكة المكرمة بالمستوى الثالث، مما كان له أكبر الأثر في تخفيف الضغط على الطابق الأرضي والأول بنسبة كبيرة تصل إلى أكثر من (30%) تقريباً. وأضاف: تكلفة مشروعات منشأة الجمرات الحديثة والمشروعات الداعمة لها بما فيها قطار المشاعر المقدسة -الخط الجنوبي- بلغت حوالي ستة مليارات دولار، بما في ذلك مشروع البنية التحتية والدراسات والبحوث العلمية، والتي أهلت المشروع للفوز بجائزة "فرانس إيدل مان أوراد"، والتي تعد من الجوائز العالمية المرموقة في مجال البحوث التطبيقية والتشغيلية.