أكد علماء فرنسيون توصلهم لإنماء حيوانات منوية ناضجة في أنبوب اختبار، في قفزة علمية قد تحذف العقم من قاموس البشرية. وقال أحد أعضاء الفريق الذي يعمل بالتعاون مع مختبر حكومي بارز في مدينة ليون الواقعة شرق فرنسا: إنهم استطاعوا إنماء الحيوان المنوي الاصطناعي عن طريق عينات من نسيج خصية بشرية، وبعد ذلك قاموا بإنماء الخلايا في مفاعل حيوي، حتى وصلوا لتشكيل حيوانات منوية كاملة. ويطمح الفريق في الخطوة التالية لمحاولة إعطاء الحياة لفئران بواسطة الحيوانات المنوية الاصطناعية، التي تم إنشاؤها باستخدام هذه الطريقة. وذكر الباحثون الفرنسيون أنهم حصلوا على براءة اختراع الخميس 17 سبتمبر. ويعتقد الفريق أن هذه الحيوانات المنوية التي يتم تصنيعها في المختبرات يمكن أن تستخدم لعلاج الرجال المصابين بالعقم ومرضى السرطان من الشباب في غضون السنوات الأربع المقبلة، إذا ما صحت النتائج التي طبقوها في اختباراتهم. وقالت ماري هيلين، إحدى كبار الباحثين في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، إن الشبان المصابين بالسرطان سيكونون النوع الأول من المرضى، الذين يمكن مساعدتهم بفضل هذه العملية. وأوضحت أنه يمكن الحفاظ على خصوبتهم من خلال تطوير حيوانات منوية ناضجة من خلاياهم غير الناضجة، ثم تجميدها واستخدامها في مراحل لاحقة. وأضافت أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تساعد في علاج 15 ألف مريض بالسرطان من الشباب وأكثر من 120 ألف رجل في جميع أنحاء العالم، والذين لا يمكن معالجة العقم لديهم بأي طريقة أخرى. غير أن خبراء طبيين أعلنوا شكوكهم حول صحة هذه المزاعم، وقالوا إنه من المستحيل معرفة نوعية الحيوانات المنوية التي تم تصنيعها حتى تنشر نتائج الدراسة رسميا. وأكد المشككون أنه يجب أولا أن يتم إجراء المزيد من البحوث، قبل الحديث عن الفوائد أو الفعالية للحيوانات المنوية المُصنعة داخل أنابيب الاختبار. ولا تعد التجربة المخبرية الأولى من نوعها، إذ توصل علماء بريطانيون في نهاية العام 2015 الى تطوير حيوانات منوية وبويضات صناعية باستخدام خلايا جلدية بشرية. وقالت صحيفة الغارديان البريطانية حينها، إن فريقا علميا من جامعة كامبردج تمكن من إثبات إمكانية تحويل خلايا بشرة الأفراد البالغين إلى بويضات وحيوانات منوية بدائية. وتمكن العلماء القائمون على الدراسة من الوصول إلى هذه النتيجة، بعد زراعة خلايا جذعية بشرية جنينية، تحت ظروف طبية محكمة لمدة أسبوع. غير ان التجربة الفرنسية تبدو في مراحل اكثر تقدما وفقا للخبراء، في انتظار اطلاع اكبر على تفاصيلها.