يبدو أن السوق السعودي يستكمل أمس صعوده بعد أن خفت وتيرة الأزمة الحالية في المنطقة ليعوض الهبوط الذي تم نتيجة لها، واستمرت السيولة في مستويات مقبولة أمس، وإن كانت أقل من يوم الأحد، لكنها تجاوزت ٦.٦ مليار ريال لتدعم بالتالي استمرارية الصعود في السوق واخضرار معظم قطاعاته. واستمرت الأربعة القطاعات في هيمنتها على سيولة السوق وهي التأمين ثم البتروكيماويات ثم قطاع التطوير العقاري ثم القطاع المصرفي، ولكن مع اختلاف الترتيب ومع ملاحظة أن القطاعين الأولين قاربا الثلاثة مليارات من حيث السيولة والقطاعين التاليين تجاوزا المليار ريال، ما يعني أن السيولة في الأربعة قطاعات تجاوزت 60 في المائة من السيولة الداخلة في السوق. أسواق المنطقة تذبذب أداؤها بين تراجع أربعة أسواق، وتقدم أربعة أخرى وكانت أعلى قيمة مطلقة في النمو لم تجاوز 60 نقطة في السوق الكويتي، ما يجعلنا نرى أن الزخم في السوق حدث يوم الأحد ولا توجد قوى كبيرة يوم الإثنين. وفي المقابل، اكتست خلال افتتاحها أمس الأسواق العالمية باللون الأخضر وتحسن الذهب قليلا ولكن النفط تراجع في سوق نايمكس في نيويورك، لكنه ما زال فوق 107 دولارات للبرميل. وبالتالي لم تتفق أسواق المنطقة مع الأسواق العالمية في الاتجاه ربما لأنها بدأت تداول هذا الأسبوع يوم الأحد. الملاحظ خلال أمس أن اللون الأخضر توزع بانتظام في قطاعات السوق السعودي، ما عدا قطاع الغذاء والزراعة، الذي تراجع من بين كل القطاعات. ولعل تأثر القطاع ناجم من تراجع الأسعار لشركة صافولا مع ثبات الأسعار في "المراعي" وبعض الشركات الصغيرة أسهم في تراجع القطاع. وفي نفس الوقت، نجد أن تراجع "سافكو" و"سابك" و"بترورابغ" لم يؤثر على القطاع البتروكيماوي ويؤدي لتراجع مؤشره. كذلك نلاحظ أن خمسة قطاعات كانت أسعار أسهم جميع شركاتها على ارتفاع في حين اختلط الأداء في باقي القطاعات. ويبدو أن الاتجاه الإيجابي والتفاؤل في السوق ناجم من أن السوق يحاول أن يعوض الهبوط غير المسبب في الأيام السابقة.