يحتفل الوطن وأبناؤه هذه الأيام بذكرى مرور 85 عامًا على توحيد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود ورجاله للمملكة، وتأتي احتفالات هذا العام خلال إجازة عيد الأضحى المبارك، ونحن نلمس منذ عدة سنوات أن مناسبة اليوم الوطني أصبح لها مكان في حياتنا الاجتماعية، خصوصًا بعد اعتماد هذا اليوم كإجازة رسمية للدولة. الاحتفال باليوم الوطني يجب أن يتطوّرعامًا بعد عام، فنحن في هذه المناسبة نحتفل بمرور 85 عامًا على إنجاز فريد من نوعه، وأقل ما يُمكن أن نُقدِّمه في الاحتفال بهذا الإنجاز؛ هو أن نُضيف إنجازًا آخر على ما تم تحقيقه، أي أن الاحتفال باليوم الوطني يجب أن لا يقتصر على فعاليات هنا وهناك، بل يجب أن نحتفل بإنجازات كبيرة ومميّزة يفتخر بها الوطن وأبناؤه. الاحتفال باليوم الوطني يجب أن لا ينحصر في ترديد الأغاني الوطنية، ورفع الأعلام وتقديم الخُطب، بل يجب أن يتحوّل الكلام إلى عملٍ وإنجاز، والفردية إلى الجماعية، وأن نجعل من اليوم الوطني يومًا نُجدِّد فيه العهد على أن نُحارب الفساد، وأن نرفع من إنتاجيتنا، وأن نخلص لهذا الوطن، ونبذل من أجله الغالي والنفيس في سبيل تحقيق أهدافه وطموحاته. الاحتفال باليوم الوطني هو احتفال يجب أن يخرج من إطاره التقليدي إلى إطار عملي، نستطيع أن نعرض فيه خطط هذا الوطن للسنوات المقبلة، وأن نستعرض آفاق المستقبل، وأن يكون يومًا لمحاسبة النفس، بحيث نعرف في هذا اليوم أين نحن الآن؟ وإلى أين نسير؟ وإلى ماذا نريد أن نصل خلال الخمس أو العشر أو العشرين سنة المقبلة؟ وإن اختلف البعض على مبدأ الاحتفال بهذا اليوم، فيجب أن لا يؤدّي هذا الاختلاف إلى خلاف، فكلنا أبناء وطن واحد. الاحتفال باليوم الوطني يجب أن يكون من أجل السعي نحو تطويره وتحسين مستواه، ما بين الدول الأخرى، والتأكيد بأن أبناء هذا الوطن يُحبّونه ويفدونه بكل غالٍ ونفيس، فلن يُفكر أحدهم في «يومٍ ما» سرقة شيء من أراضيه، أو التعدّي على حق من حقوقه، أو الاحتيال عليه، فمحبّتهم لوطنهم تفرض عليهم أن يُحافظوا على ممتلكات الوطن، وأن يسعوا في سبيل تطويره، وأن يُراقبوا أنفسهم وهم يقومون بأعمالهم. الاحتفال باليوم الوطني يعني الحفاظ على منجزات الوطن، والعمل بكل جد وإخلاص وتفانٍ نحو نمائه وازدهاره، والعمل على ترسيخ قيم الإسلام الأساسية المتمثلة في العدل والمساواة والتكافل والتسامح، وحق الإنسان في الحياة الكريمة. Ibrahim.badawood@gmail.com