توفي بعد ظهر اليوم الثلاثاء الكاتب المسرحي المصري علي سالم إثر نوبة قلبية مفاجئة في شقته بحي المهندسين في القاهرة، عن عمر يناهز 79 عاما. وكان سالم وهو مؤلف المسرحية الشهيرة مدرسة المشاغبين التي نجحت نجاحا كبيرا في سبعينيات القرن الماضي، أكثر كتاب المسرح إثارة للجدل فيما يخص العلاقة بين مصر وإسرائيل، كان آخرها تصريحه قبل يومين بأن إسرائيل ليست عدوا، ولا تمثل أي تهديد للأمن القومي المصري. ولد علي سالم في مدينة دمياط (شمال القاهرة) يوم 24 فبراير/شباط 1936، وكان والده يعمل شرطيا صغيرا بوزارة الداخلية، لكنه استطاع أن يحصل على شهادة في الأدب العربي. وبدأ نشاطه بالتمثيل في عروض ارتجالية في الخمسينيات بمسقط رأسه دمياط، كما عمل بعدة فرق مسرحية صغيرة، قبل أن يعين في مسرح العرائس، ثم يتولى مسؤولية فرقة المدارس، ثم فرقة الفلاحين. مسيرة وأعمال كتب علي سالم أول مسرحية قدمته كاتبا محترفا في مجال المسرح أوائل الستينيات بعنوان ولا العفاريت الزرق، ثم كتب مسرحية حدث في عزبة الورد التي قدمها ثلاثي أضواء المسرح جورج سيدهم وسمير غانم والضيف أحمد، ثم مسرحية الناس اللي في السماء الثامنة وصدرت عام 1966. وتواصلت مسرحياته بعد ذلك ومنها الرجل اللي ضحك على الملائكة، وأنت اللي قتلت الوحش، ومدرسة المشاغبين، وعفاريت مصر الجديدة، وبكالريوس في حكم الشعوب، وخشب الورد، والكلاب وصلت المطار، وأغنية على الممر، والكاتب في شهر العسل، وأولادنا في لندن، والملاحظ والمهندس. قدم علي سالم للمكتبة العربية 15 كتابا و27 مسرحية، أغلبها في فن الكوميديا والهجاء السياسي، كما كتب السيناريو والحوار لعدد آخر من المسرحيات. موقفه من التطبيع أعلن سالم دعمه لمبادرة الرئيس الراحل أنور السادات في نوفمبر/تشرين الثاني 1977 بشأن السلام بين العرب وإسرائيل، وأيد زيارة الرئيس المصري للقدس، وكان داعما صريحا للتطبيع، مما أدى إلى نفور وكراهية الكثير من الكتاب والمثقفين والنقابيين له. وفي عام 1994 زار بالفعل إسرائيل بعد التوقيع على اتفاقية أوسلو، والتقى عددا من الشخصيات اليهودية هناك، وعندما عاد إلى مصر أصدر كتابا بعنوان رحلة إلى إسرائيل سرد فيه أحداث وتفاصيل رحلته ولقاءاته، وتمت ترجمته إلى العبرية والإنجليزية، حيث صدر أيضا في إسرائيل. وكان سالم من أشد المؤيدين للتطبيع مع إسرائيل من بين الأدباء العرب، ولم يتنازل عن موقفه هذا رغم حجم الإدانة والرفض والاستنكار الذي تعرض له موقفه والتي انتهت بمحاولة طرده من جمعية الأدباء المصرية، غير أنها لم تتم لأسباب قضائية، ولكنه عاش أجواء عدائية مع عدد كبير من زملائه وغالبية الشعب المصري. تكريم ومنع وفي يونيو/حزيران 2005 قررت جامعة بن غوريون في النقب منحه الدكتوراه الفخرية، لكن الحكومة المصرية منعته من السفر لحضور الحفل واستلام الجائزة. كما قدمت له مؤسسة تراين الأميركية جائزة الشجاعة المدنية، وتسلمها في نوفمبر/تشرين الثاني 2008 بمقر إقامة السفير الأميركي بلندن. ويوم الأحد الماضي قال سالم في مقابلة تلفزيونية بإحدى القنوات المصرية الخاصة، إن إسرائيل ليست دولة عدوا، ولا تمثل أي تهديد للأمن القومي المصري. وأضاف لا توجد صداقات ولا عداوات بين الدول، ولكن هناك مصالح، ومن مصلحة إسرائيل أن تكون مصر قوية، وليست كسوريا التي تحكمها عصابات!. وفي تعليقه على وفاة المسرحي علي سالم، قال الكاتب الصحفي وائل قنديل في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إنني لا أشمت في الموت، ولكني سعيد برحيل جندي يحارب من أجل إسرائيل على أرض مصر.