تُعتبر صالات الحج بمطار الملك عبدالعزيز الدولي شاهدًا من شواهد حمل المملكة رسالة خدمة ورعاية ضيوف الرحمن، وتقديم كل ما من شأنه تسهيل أدائهم للمناسك التي أصبحت مثار اعتزاز وفخر كل مسلم، في ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد- حفظهم الله- لتشييد هذه الصالات التي يفد إليها الحجاج بمختلف فئاتهم وأجناسهم. وكالة الأنباء السعودية تجوّلت داخل صالات الحج، ورصدت هذه التحف المعمارية المتميزة التي تستوعب نحو 80.000 حاج، والتي تُعد مدينة مستقلة متكاملة الخدمات تشتمل على جميع المرافق والخدمات التي يحتاجها الحجاج. وقد أخذ في الاعتبار في تصميم هذه الصالات التزايد المستمر لأعدد الحجاج؛ حيث صُمّم مدرج الطيران ليخدم 10 طائرات ضخمة ومدرج آخر يُستخدم عند تزايد عدد الحجاج إلى جانب خمسة مبانٍ يحتوي كل منها على بوابتين متصلتين بجسرين يقودان إلى الطائرة مباشرة، إضافة إلى نحو 120 محلًّا تجاريًّا ومطاعم ومحالّ للوجبات الخفيفة ومركز طبي ودورات مياه والعديد من المرافق. ويغطي مساحة الصالات سقف مكون من 210 خيام تبلغ مساحة كل خيمة 2025 مترًا، وترتفع بشكل مخروطي لتصل في أعلاها إلى حلقة قطرها خمسة أمتار، حيث صُمّمت على شكل خيام غُطّيت أسطحها بمادة من الألياف الزجاجية الفايبر جلاس المطلية بمادة التفلون، حيث تسمح بنفاذ الضوء، وفي نفس الوقت تعكس حرارة الشمس، وترتفع حافة الخيام السفلية عن الأرض بمقدار 30 مترًا، بينما تعلو قمة كل خيمة عن الأرض بمقدر 25 مترًا؛ مما يتيح مرور التيارات الهوائية داخل مجمع الصالات. وتساعد الفتحات العلوية عند رأس كل خيمة على توفير هواء نقي ومتجدد بشكل مستمر، إضافة لأجهزة التهوية المنتشرة في أرجاء الصالات. وتبلغ المساحة المظللة في الصالة الواحدة 425.250 مترًا مربعًا، وتشتمل كل صالة على 10 وحدات، تتكون كل وحدة من 31 خيمة، حيث تشد أسقف كل وحدة إلى بعضها وحول كل وحدة صفان من الأعمدة الفولاذية تكفل التماسك والثبات التام. كما تم في وقت سابق تنفيذ مشروع تطوير هذه الصالات وإنشاء صالات جديدة ضمن مشروع تطوير مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة؛ لتصبح هذه الصالات التي صُمّمت وفق أرقى المواصفات الفنية متطورة جدًّا وقادرة على خدمة 30 مليون مسافر سنويًّا مع إمكانية استخدامها للرحلات الداخلية والدولية. وسيضم المطار، وعبر هذا المشروع التطويري، مركزًا للمواصلات ومحطة قطار حديثة لقطار الحرمين السريع الذي يتم بناؤه الآن بحيث يربط المطار بمكة المكرمة والمدينة المنورة. وتشمل المرحلة الأولى من التطوير برنامجًا متكاملًا لدعم وتحسين البنية التحتية بإنشاء برج جديد للتحكم بحركة وأنظمة أجهزة الطيران وشبكة جديدة من الطرقات داخل أرض المطار وخارجه وشبكة حديثة للخدمات والمرافق العامة ومباني الدعم المساندة الأخرى. كما تشمل المرحلة الأولى من أعمال التطوير أيضًا إتاحة الفرص الجدية لاستثمارات القطاع الخاص إنشاء قرية الشحن، ومدينة المطار، ويستمر في هذه المرحلة المطار الحالي في تقديم خدماته الكاملة دونما توقف، وفي كل الأوقات أثناء عمليات التطوير والبناء، إضافة إلى تنفيذ برنامج جهوزية تشغيل المطار وفق خطة مبرمجة، بحيث يتم نقل جميع الخطوط الجوية من الصالتين الحاليتين إلى المنشآت الجديدة بكل سهولة وانسيابية. وتعزز هذه المرحلة فرص مشاركة القطاع الخاص في المشروع، وذلك من خلال الاستفادة من الطابع الحيوي الديناميكي للمشروع، وما يتيحه من التنوع والجودة العالية للنشاطات التجارية المختلفة عبر أعمال تطوير المطار الجديد؛ مما سيسهم في إحداث فرص عمل جديدة للشباب السعودي. وقد عبر عدد من الحجاج القادمين عبر مطار الملك عبدالعزيز عن إعجابهم بما شاهدوه في هذه التحف المعمارية وحجم الجهد الذي يُبذل من كل القطاعات العاملة في الصالات من أجل راحتهم وسهولة تنقلهم ووصولهم في وقت قياسي إلى مكة المكرمة أو المدينة المنورة. وأشادوا بما وفّرته حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- رعاها الله- من خدمات لراحة حجاج بيت الله الحرام. يمكنك الوصول للخبر بسهولة عن طريق الرابط المختصر التالى :