لم أجد أغرب من الطريقة التي عوقب بها ثلاثي المنتخب عبدالفتاح عسيري وفهد المولد وشايع شراحيلي من دون الاستناد للائحة ودعمها بالمادة رقم والفقرة رقم سوى تصريحات رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد حين قال: "شددنا على اللاعبين بأن من الأفضل أن لا يخرجوا من المعسكر، وهذا ليس منعا، بل توجيه"، ولو كان عيد معلقا على قرار لجنة لربما تقبلنا ذلك على مضض؛ إذ كيف ينتقد الرئيس إحدى لجان اتحاد كرة القدم ويثير زوبعة في التشكيك بقراراتها وسط إعلام متعصب، وحسابات في مواقع الاتصال الاجتماعية متأهبة كلهم ينتظر أي زلة لتأكيد ما يتعرض له فريقه المفضل من حروب!!؛ غير أن عيد نفسه هو من ترأس المكتب التنفيذي لاتحاد كرة القدم الذي أصدر عقوبة اللاعبين المالية وحرمانهم من ارتداء شعار المنتخب شهرين ولا حول ولا قوة إلا بالله. يبدو أننا نعيش موسما هو الأسوأ في طريقة إدارة الأمور الرياضية في السعودية، أشعر أحيانا أنهم يتعمدون الفوضى للفت الأنظار؛ بدليل ما يلحظه المتابع من تناقضات لآراء المسؤولين، وغياب التنسيق فيما بينهم، كما فعل المتحدث الرسمي عدنان المعيبد في تصريحاته بعد ظهور أنباء خروج الثلاثي الدولي من المعسكر، وإشعال قضية عدم تسليم مدير الكرة زكي الصالح اللائحة للاعبين في الوقت المناسب، أخطاؤهم تضرر منها الجميع، ومن يحاول إيهام الجماهير أن ناديه هو المتضرر الوحيد مستندا على موقف واحد، أو قضية عابرة فالحقيقة غير ذلك، وما قضية لاعب الفتح القادم من النهضة علي آل بليهي الذي صدرت موافقة الأمانة العامة بخطاب صريح من الأمين العام أحمد الخميس على تمثيله فريقه الجديد، ثم اعتبار مشاركته أمام الخليج خطأ ليتم سحب النقاط واعتبار الفتح خاسرا صفر-3 وتغريمه مبلغ 30 ألف ريال، وإيقاف إداري الفتح سمير السعود شهرا، إلا دليل فوضى شاملة لا يحركها مستفيد، ولا يحددها متضرر، بل هو العمل الفوضوي وحسب، ولن نصل لحقيقة الأخطاء إلا حين نناقشها عبر جوانبها الصحيحة بعيدا عمن تضرر واستفاد، أما الأكثر إثارة أن تمرّ مثل هذه المآسي من دون أن يحاسب أحد، وفي هذا استخفاف بالجماهير والأندية والبطولات السعودية التي يجب أن يبقى في مؤسساتها من يستحق البقاء فقط. أما التحكيم فيبدو أننا على موعد مع كوارث وقضايا لن تنتهي، ما شاهدناه من أخطاء لحكام الساحة والمساعدين غيّر كثيرا من مجرى مباريات، يحدث ونحن لا نزال مع نهاية الجولة الثالثة، لن يكون من المنطق انتظار نتائج عمل الإنجليزي هاورد ويب بعد أسابيع من توليه مسؤولية دائرة التحكيم في السعودية؛ غير أن الحلّ العاجل يبدأ من التدقيق في تكليف الحكام باختيار الأكفأ والأكثر جاهزية من الناحيتين الفنية واللياقية، فما ذكره الحكم الدولي المساعد أحمد فقيهي في تصريحات فضائية حول تدخل العلاقات الشخصية في التكاليف ليس جديدا، المهم اليوم وضع حدّ لمثل هذا قبل أن تحتدم المنافسة، الجماهير تريد جدولا نهائيا للترتيب يحصل فيه كل فريق على حقوقه.