(لا يتوقّف العقل عن العمل) واقع نعيشه كل لحظة. فالعقل هو العضو الأكثر تأثيراً على حياتنا. ومحاولة إيقافه عن العمل يعني أن خللاً عظيماً سيصيب حياتنا وتصرّفاتنا. يجلس أمامي –كثيراً- أشخاص يشكون من متاعبهم بسبب عقولهم التي لا تكفّ عن العمل والتفكير. ويتمنّون أن تمنحهم عقولهم لحظة سكينة. تتوقّف فيها عن التفكير. ويعتقد هؤلاء وغيرهم كثيرون أن توقّف العقل عن التفكير يمكنه أن يمنعهم الإحساس بالسعادة!! وأنا أرى أن هذا المطلب يشبه أن نطلب من الشجرة ألا تورق!!. إذن ما قيمة وجودها؟! لا يتطلّب الشعور بالسعادة أن يتوقّف العقل عن التفكير والعمل.. فهذا يعني أننا سنعيش مع عقولنا على طرفي نقيض. نحن نريدها أن تهدأ وتصمت وتسكن، وهي لا تريد ذلك. مما سيجعل العلاقة تتحوّل إلى علاقة عدائية تزيد الأمر سوءاً، وتجعل المتاعب تتفاقم. إن الأمر فقط يحتاج إلى معرفة كيف ينبغي أن نتعامل مع هذا العقل وكيف يمكننا استغلال طاقاته لصالحنا ولسعادتنا. قد لا نملك أن نعلّم عقولنا الصمت والهدوء والسكينة، لكن بمقدورنا أن نتحكّم في توجيه طريقة عملها. كأن نفكّر بما يفرحنا ويسعدنا. وأن نفكّر في الأمور بطريقة تجعلنا نرى الجانب الأجمل فيها وتجاهل الجانب القبيح. إن معظم أفكارنا تنتج حوارات داخلية مع أنفسنا. ولكلّ فكرة تفكّر فيها ردّ فعل جسمي. فإذا كانت أفكارك تقول لك في حوار داخلي إنك لا تستطيع النجاح، أو إنك على وشك أن تحرج نفسك.. فربما تمثلّت استجابتك الجسمية في عرق كفيك أو اختلاج عضلات وجهك، أو إصابتك برعدة لا إرادية. وربما ازدادت سرعة نبضك. مما يعني أن أفكارك التشاؤمية أو الانهزامية يمكن أن تُدمِّر صحتك. لذا ينبغي أن تتعلّم كيف توجّه تفكيرك وعقلك وليس أن تحولّه إلى عدّو ينال منك ويحطّمك. فكلّما كان نمط عمل عقلك ايجابيا كان مردود ذلك عليك جيداً. وكلّما كان عمله منغمسا في السلبية والتشاؤمية عادت النتائج عليك بالمردود السلبي السيئ. عقولنا -كما أسلفت- لن تتوقّف عن العمل. لكنها تحتاج إلى راحة. فالعقل الذي يعمل ليل نهار لا شك سيصاب بالوهن والتعب والبلادة. لكنه سيبقى يعمل حتى وإن لم يعطِ بالكفاءة المطلوبة. وإيقافه عن العمل أمر مستحيل. لكن يمكننا أن نقلّل من حجم إهدار طاقته في العمل السلبي المرهق. لذا هو في حاجة إلى الاسترخاء والاستراحة ليستعيد قوته وشحن طاقته، ليتمكن من منحك القوة الخارقة التي تحتاجها فمن يمتلكون (القوة الخارقة) هم أشخاص أتقنوا أمرين أوّلهما: توجيه العقل، ثانيها: منحه فرصة للاستراحة. وحين تستطيع توجيه عقلك نحو التفكير الإيجابي وتمنحه الراحة التي يحتاجها.. ستستطيع آنذاك أن تعلّمه الصمت والهدوء. ورويداً رويداً تحوّله إلى عبد يطيعك فيما تأمره.. فيعمل حينما تشاء ويصمت حينما تشاء. فلا يعود يزج بك في أمور ترهقك وتقلّب عليك المتاعب والأوجاع. ويصبح عمله موجّها قوياً يمنحك تلك القدرات الفذة والقوة الخارقة التي كنت تظن أنها هبة أُعطيت للآخرين ولم تمنح لك. فلكل عقل قوّته وقدراته التي لا تظهر ولا تستثمر جيداً في ظل عمل مستمر مرهق بلا أهداف وعدم راحة تمنح القدرة على شحن طاقات العقل فلكي تستمتع بنعمة العقل: وجّه عقلك وأرحه. يكن لك خير معين. alshaden@live.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (46) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain