قال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش اليوم الجمعة (18 سبتمبر/ أيلول 2015) إن تركيا -التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين في العالم- أنفقت 7.6 مليار دولار حتى الآن لرعاية 2.2 مليون لاجئ سوري فروا من الصراع هناك. وفي ظل اشتراكها مع سورية في حدود بطول 900 كيلومتر تجد تركيا نفسها في الخطوط الأمامية في مواجهة أكبر أزمة لاجئين في العالم منذ الحرب العالمية الثانية. وتحظى أنقرة بإشادة دولية لتبنيها "سياسة الباب المفتوح" تجاه الفارين من الحرب الأهلية السورية. وتوقعت أنقرة في البداية عبور عشرات الآلاف الحدود وهو رقم أقل بكثير من الأعداد التي وصلت بالفعل مع تصاعد الصراع الذي بدأ عام 2011. وأقامت تركيا مخيمات لاجئين جيدة التجهيز وسمحت في الآونة الأخيرة للاجئين بالاستفادة من الرعاية الصحية والتعليم. لكن خبراء يقولون انه يوجد حاليا نحو 300 ألف لاجئ فقط في المخيمات بينما تعيش الغالبية العظمى حياة محفوفة بالمخاطر في البلدات والمدن. وفي غياب فرص عمل للاجئين واحتمال العثور على حياة أفضل في الاتحاد الأوروبي أصبحت تركيا نقطة انطلاق رئيسية لكثيرين يحاولون الوصول بطريقة غير مشروعة إلى أوروبا. وتقول المنظمة الدولية للهجرة ان 473887 سوريا ومهاجرا آخر عبروا البحر المتوسط هذا العام. ولم يحدد نائب رئيس الوزراء التركي الفترة التي غطتها الأرقام التي ذكرها عن التكاليف لكنها تشير الى ان تركيا أنفقت 0.9 في المئة من الناتج الاقتصادي السنوي في تعاملها مع الأزمة وان نحو ثلاثة في المئة من سكانها الآن هم لاجئون سوريون. وتوجد مخاوف متزايدة من أن تصل البلاد إلى نقطة لا تتحمل معها المزيد بينما يموت كثيرون وهم يحاولون الذهاب من تركيا إلى أوروبا. وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسلبورن في مؤتمر صحفي خلال زيارته إلى أنقرة اليوم الجمعة إن الاتحاد الأوروبي اقترح مجموعة إجراءات لمساعدة تركيا على تحمل العبء المالي للأزمة. وأشار إلى أن تفاصيل الإجراءات في طور الإعداد وستناقش في اجتماع وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء القادم. وأثارت صور الطفل الصغير الغريق الذي جرفته الامواج الى شاطئ تركي في وقت سابق هذا الشهر موجة عارمة من التعاطف العالمي وأثارت مناقشات صاخبة في أوروبا بشأن كيفية التعامل مع الأزمة. وفشلت الصور المروعة في إيقاف هذا المد حيث غرق 22 شخصا آخرين هذا الأسبوع.