ظهر حديثا ما يسمى بعلم ريادة الأعمال، وهو باختصار شديد منهج يدعم الشباب للبحث عن الأفكار الإبداعية، وتطوير تلك الأفكار حتى تصبح رائدة ومميزة وقابلة للتطبيق في المجال التجاري فتدر الربح. وقد لقي هذا المنهج رواجا واسعا بين أوساط الشباب خاصة لأنه يتيح الفرصة للتحدي وخوض المغامرات ويعزز روح المنافسة والإبداع. غير أن هناك معوقات وصعوبات يجدها رائد الأعمال (صاحب الفكرة الإبداعية) لتطبيق تلك الفكرة ووضعها في إطار تجاري. وأول تلك العقبات هو كيف يحمي تلك الفكرة الإبداعية من السرقة أو التعدي حتى لا يستلها أحد؟. هناك من يسأل بسخرية: وهل هناك حقوق أو حماية للأفكار أصلا؟. والإجابة: نعم هناك حماية للأفكار الإبداعية ولكنها يجب أن تكون إبداعية ومميزة فعلا. فليس هناك حماية للأفكار الدارجة والتي تدور في فكر ومخيلة أغلب الناس. والحقيقة هي أن الفرد لم يكن ليخطو خطوة ويتقدم في إبداعات فكرية لو لم تكن هناك حماية كافية تجعله لا يخاف من عرض أفكاره على المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال وغيرهم. لأن عدم الحصول على الحماية الكافية سيجعله يتردد في عرض أفكاره أو البوح بها لأن لديه هاجسا بأن هناك من سيسرق أفكاره ويتعدى عليها. نعم أؤكد بأن هناك حماية للملكية الفكرية كفلته الأنظمة والقوانين. فهناك حقوق للمؤلف، وحقوق للطبع والنشر والتوزيـع، وحقوق للعلامات التجارية (اللوقو)، وحقوق للاسم التجاري، وحقوق لبراءات الاختراع.. وغيره. لكن القانون قد وضع شروطا ومعايير لابد من توافرها حتى تحصل تلك الحقوق على الحماية اللازمة ضد التعديات والسرقة والاختراقات وغيرها. أما أهم مصدر من مصادر الحماية القانونية للأفكار الإبداعية فهي العقود والاتفاقيات. فالعقود والاتفاقيات تحميك من تعدي ذلك الطرف الذي أبرم العقد معك، ومثالها: خطاب حسن النوايا، ومذكرة التفاهم، واتفاقية عدم إفشاء الأسرار. وجميع هذه الاتفاقيات تحتوي على فقرات وبنود تمنع الطرف الثاني من إفشاء الأسرار والمعلومات التي سيطلعه عليها صاحب الفكرة الإبداعية، وتمنعه كذلك من استخدام الفكرة لحسابه الخاص. فالكتابة والتوثيق دائما خير دليل. ربما يكون الأفضل لك أن تضع فكرتك الإبداعية في إطار تجاري مباشرة، ويكون ذلك من خلال إنشائك لمؤسسة.