تمكنت أعمال الترميم التي تقودها هيئة البحرين للثقافة والآثار، بجامع بوري القديم، من نقل الجامع المهدد بالسقوط، لبر الأمان. مشروع الترميم الذي انطلق بعد نداءات متكررة للأهالي والصحافة والمختصين، أتمّ عاماً ونيّف (بدأ فعلياً في 31 يوليو/ تموز 2015)، فيما الأنباء المؤكدة تشير إلى إنجاز فريق الهيئة 90 في المئة من أعمال الترميم. وخلال تفقدها للجامع الذي يصفه الباحثون بالـ «قيمة التاريخية»، عاينت «الوسط» قبل يومين، استمرار أعمال الترميم لمحراب الجامع الذي تساقطت أجزاؤه قبل عامين تقريباً، ما حدا بالأهالي لتدشين حملة «أنقذوه»، والتي نفذها الملتقى الثقافي بالقرية، لتنصهر فيها غيرة الأهالي مع مساعي جمعية بوري الخيرية، ولتتوج بالاستجابة الرسمية لهيئة البحرين للثقافة والآثار. عطفاً على ذلك، وجّه الأهالي، ثناءهم للهيئة وفريق عملها المشرف على أعمال الترميم، وعبروا في الوقت ذاته عن أملهم في إتمام بقية متطلبات تأهيل الجامع للصلاة، بما في ذلك إنشاء دورة المياه وإصلاح سور الجامع، وتهيئة الجانب المفتوح منه. ووفقاً للمعلومات الواردة، فإن هيئة البحرين للثقافة والآثار، لاتزال تظهر حماسةً للموقع الذي أثار إعجاب مسئوليها، ويشمل بجانب الجامع، المنطقة المحيطة والتي تضم البيوت والمعالم التراثية، الكائنة جميعها في بوري القديمة أو ما يعرف بين الأهالي باسم «الديرة». وانتهت أعمال التنقيب لنتائج لاتزال أولية ترتبط بالعمر الزمني للجامع، ولم تحسم بعد، حيث كشف فريق الهيئة النقاب عن مراحل زمنية متعاقبة للجامع، أبرزها مرحلة المسجد الصغير الذي ظهرت آثاره جليةً في الزاوية الشمالية للجامع، بما قد ينسف الرواية المتناقلة بين الأهالي والتي تحدد عمر الجامع بأكثر من 120 عاماً. وينتصب في الجامع الذي تتركز أهميته التاريخية في هيئته وعمره الزمني الذي قد يشكل بداية خيط لتحديد عمر المنطقة، (24) عمود، أزيلت عنها المواد «الدخيلة» على بناء الجامع، بما في ذلك مادة الأسمنت التي أضيفت في أعمال ترميم أهلية سابقة. وظلت أعمدة الجامع التي قاومت عوامل التعرية والإهمال لسنوات، شامخة، راسمةً بذلك وجه الجامع وتصميمه البسيط، واللذان «يمنحانه شكلاً معمارياً يحاكي الجوامع والمساجد التي في عهد الرسول (ص)»، كما يقول الباحث حسن محفوظ.