البلدية.. هل حققت أعلى معدل في تصريح منشآت مدرسية معطوبة؟ هل أصبح دورها تسريح مبان معوقة الصلاحية؟ الواقع وحده الحكم على ذلك. إدارة الدفاع المدني لا يمكنها أن تطلق صفارة الخطر على مبنى وتؤكد أنه غير صالح لأن ذلك من صلاحيات البلدية!!! استفهام يستحق الدهشة. متى ستنتهي هذه الدائرة المغلقة؟ لا ندري. الضحية في الغالب قاطنو هذه المدارس الحكومية من الطلاب والطالبات ومنسوبي المدرسة أو منسوباتها. فإن سقط الهيكل الإنشائي من إحدى زواياه أو سقط الدرج المتهالك بأجساد الطلاب أو تسبب مخرج طوارئ في اختناق الطلاب بالدخان سيأتي حينها حل مؤقت للأزمة ثم بعد أشهر تعود المأساة تصعد أبخرتها من المباني. ليس المهم ما هي الوزارة المعنية، المهم أن يتم التزاوج في الأنظمة لتخرج بقوانين صارمة لا تنفذ منها رشوة أو محسوبية على حساب الأرواح. إن مجرد رؤية بعض المباني المدرسية من قبل شخص غير متخصص يمكن ببساطة أن تكشف عيوبها وعدم صلاحيتها للاستهلاك البشري ومع ذلك يظل عمل المستثمر على قيد الحياة لمجرد أنه لا يجد البديل. على الصعيد الآخر مع ازدياد الطلب على نوعية معينة من المدارس ونقص الأراضي الصالحة كمرافق تعليمية أو حبس يد مالكها لإمكانية استخدام الدولة لها في أي وقت يعيق كثيراً من ملاك المدارس من نقل مؤسساتهم التعليمية إلى موقع يتناسب واشتراطات الوزارة من جهة واشتراطات الأمن والسلامة من جهة أخرى. هذا المثلث البلدية والدفاع المدني وقوانين وزارة التعليم، المثلث الدائر حول نفسه بلا نهاية.