×
محافظة المنطقة الشرقية

«السلامة» وبرنامج «مدن» يطالبان بالغرامة المشددة وسحب المركبة

صورة الخبر

نبهت طبيبة واختصاصية في أمراض السمع العاملين في المصانع من الإزعاج والضوضاء لما قد يسبب لهم ضعف السمع، في حال عدم التحرز بوسائل تخفيض الإزعاج، وقد يسبب انخفاض ملموس في الكفاءة الإنتاجية، وصعوبة التخاطب بين العاملين، وزيادة نسبة الأخطاء والأخطار وكذلك صعوبة القدرة على التركيز وما له من آثار نفسية واجتماعية. وقالت د.تهاني فهد آل مقبل من منسوبي مجموعة سليمان الحبيب الطبية "أصبح معروفاً أن الضجيج وكثرة التعرض للأصوات العالية قد يسبب ضعفاً سمعياً مهماً اختلفت وتنوعت مصادر هذا الضجيج، حيث يبدأ الدماغ بتمييز الأصوات التي تصل بمستوى طبيعي ويتفهمها، ولكن يقف حائراً أمام فهم الأصوات المزعجة والضوضاء حينئذ يصاب الدماغ بالتشويش، فالضجيج الذي يتعرض له الإنسان بشكل عام يؤدي إلى بعض المشكلات السمعية الخطرة، حيث أن التعرض المكثف للضجيج قد يؤدي إلى إصابة عصب السمع وضعفه في إحدى الأذنين المعرضة أكثر للضجيج أيا كان مصدره أو لكلاهما، وتبدأ الشعيرات الحسية المحيطة بالقوقعة في الأذن الداخلية بالتلف ومع التعرض المستمر يتناقص مستوى السمع تدريجياً، وفي حال الاستمرار بالتعرض للضجيج قد يؤدي إلى زيادة الضرر اللاحق بالدماغ، لذلك قد يصاب المريض بفقد سمع حسي عصبي دائم وهو من الاضطرابات السمعية التي لا يوجد لها علاج. ووجهت آل مقبل نصائح للعاملين في المصانع ممن يتعرضون لضوضاء المعدات الثقيلة وغيرها، وكذلك الطلاب والموظفون بالقطاعات العسكرية الذين يتعرضون لأصوات عالية جداً مثل الطلق الناري والقنابل، ومن أهم هذه النصائح وضع سدادات أو غطاء للأذنين أو وضعهما معاً، الابتعاد عن الضوضاء قدر الإمكان، عمل فحص سمعي لجميع الموظفون في كافة القطاعات المعرضون للضجيج قبل البدء بالوظيفة ومن ثم مراقبة دورية كل ستة أشهر، ينبغي أخذ فترات راحة كافية وعدم التعرض للضجيج بشكل مكثف. ونوهت إلى أن فحص السمع يكون ضرورياً عند الإحساس بطنين مستمر أو متقطع سواء في أذن واحدة أو في كلا الأذنين، وعند الانزعاج من الأصوات اليومية المعتادة والتحسس منها، ومع سماع الشخص المتكلم ولكن عدم التمييز خصوصاً في الضوضاء، وعند تأثر الطفل أكاديمياً وملاحظة رفعه لصوت التلفاز وعند مناداته عدم الرد سريعاً، وفي هذه الحالة يتطلب مراجعة أخصائي السمع للفحص والتشخيص وإعطاء الإرشادات اللازمة. وقدمت رسالة خاصة بموظفي وموظفات شركات الاتصالات وكذلك العاملون والعاملات على أجهزة الرد الآلي في جميع القطاعات الذين يتعرضون لما يسمى ب"الصدمة الصوتية المؤذية" وسميت كذلك لأنها حالة تحدث عندما يصل صوت مفاجئ غير متوقع وصوله من قبل المتكلم من خلال جهاز الرد الآلي، فالبيانات البحثية المتوفرة تفيد أنه يجب ألا يتعدى الضجيج 85 ديسبل لمدة 8 ساعات وأن قوة الصدمة الصوتية المؤذية تتراوح بين 80-110 ديسبل، وما تمت ملاحظته أن الموظفون يعملون بمعدل ثماني ساعات يومياً وأوقات الراحة لا تتجاوز ثلاثين دقيقة وهذه الساعات تحتوي على صدمات صوتية مؤذية وفي الغالب تتعدى 80 ديسبل، فموظفو الرد الآلي أكثر عرضة لما يسمى بالصدمة الصوتية المؤذية، وذلك نتيجة للضجيج الحادث في بيئة العمل لما تتميز به من خلفية ضجيج عالية نظراً لكثرة المكاتب والموظفون الذين يتلقون المكالمات في نفس الوقت. حيث يلجأ الموظف في خدمة العملاء إلى رفع درجة صوت المُتكلم حتى يتسنى له السماع بشكل أفضل مما يؤدي إلى زيادة احتمالية تعرضه إلى الصدمة الصوتية ناهيك عن أصوات بعض العملاء وعلوها. وبعد التعرض لهذه الصدمات الصوتية عادةً يبدأ يشتكي المريض على الأغلب من انسداد بالأذن، بعد الفحص يتبين أن السمع طبيعي، والإنسداد ماهو إلا نتيجةً لتأثر العضلة الموترة للطبلة في الأذن الوسطى وهذه العضلة تعمل على الانقباض بشكل تلقائي وبانتظام عند مرور الصوت العالي حفاظاً على السمع والأذن الداخلية من التأثر ولكن مع كثرة التعرض للصدمات والضوضاء تبدأ تتأثر هذه العضلة محدثةً شعوراً بانسداد كلي أو جزئي، ومع التعرض المكثف للضوضاء تتأثر الأذن الداخلية تبعاً لذلك بما فيها الشعيرات الحسية المحيطة بالقوقعة محدثةً ضعف سمع حسي عصبي، وبعد عمل التقييم السمعي يتبين أن الضعف غالباً يكون في الترددات المرتفعة وأوضحت أل مقبل "أن أعراض الصدمة الصوتية المؤذية تتمثل في ألم حول الأذن أو الشعور بانسداد كلي او جزئي، طنين، التحسس من الأصوات اليومية فتكون مزعجة لدى الشخص، واضطرابات في التوازن ودوار، صداع وغيرها من الأعراض، واذا استمرت هذه الأعراض قد تؤدي إلى ضعف سمع حسي عصبي دائم، فكلما ازدادت نسبة التعرض لهذه الصدمات المؤذية ازداد خطر إصابة العصب السمعي. وفي حال هولاء الموظفين لابد من عمل فحص سمع قبل البدء بالوظيفة ومن ثم بشكل سنوي، وقياس درجة خلفية الضوضاء في بيئة العمل وحول المكاتب بشكل عام عن طريق جهاز قياس درجة الصوت وذلك بالاستعانة بفنيي الصوتيات، وتزويد الموظفين بسماعات مجهزة أوتوماتيكياً بحيث تعمل على عدم رفع صوت المتكلم أكثر من 85 ديسبل، وكذلك إعادة تقييم الجانب الهندسي والتصميم لبيئة العمل وذلك بوضع جدران مدعمة بعوازل للصوت، وتقديم محاضرات توعوية لرفع درجة الوعي حول الآثار الجانبية المترتبة على الضجيج وكيفية المحافظة على السمع.